وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إلى الأردن في سادس زيارة له للمنطقة يعقد خلالها محادثات تهدف إلى إقناع الإسرائيليين والفلسطينيين باستئناف محادثات السلام، فيما قلل مصدر فلسطيني من فرص نجاح كيري في إحداث اختراق يعيد الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات بسبب استمرار تعنت رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن صباح الرافعي، المتحدثة باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية أن كيري «سيلتقي مساء الثلثاء مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جوده وقد يلتقي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس»، فيما أكد مسؤول أميركي يرافق وزير الخارجية في جولته أن «كيري سيلتقي الرئيس عباس مساء الثلثاء على مائدة العشاء». وسيجتمع كيري أيضاً في عمان مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إضافة إلى وزراء خارجية يمثلون 11 دولة عربية يمثلون اللجنة المصغرة المنبثقة من لجنة مبادرة السلام العربية. وبحسب المصادر، سيناقش المجتمعون في عمان المشاكل التي تواجهها الولاياتالمتحدة من أجل بدء محادثات السلام، فضلاً عن التطورات الراهنة في سورية ومصر. وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن وفداً من وزراء الخارجية العرب سيجتمع اليوم الأربعاء مع كيري في العاصمة الأردنية. وقال مسؤولون فلسطينيون إن كيري يحاول حمل لجنة المتابعة العربية على إقناع الجانب الفلسطيني على قبول العرض الأميركي لاستئناف المفاوضات. وقال ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الرئيس عباس سيعرض أفكار كيري بشأن إعادة استئناف المفاوضات على القيادة الفلسطينية في الأيام المقبلة لبحثها واتخاذ قرار بشأنها. لكن عبد ربه لفت إلى أن الجانب الإسرائيلي ما زال يعيق حدوث اختراق يؤدي إلى إعادة إطلاق هذه المفاوضات. وأضاف: «إسرائيل لا تريد التقدم خطوة واحدة في موضوع وقف الاستيطان، أو في موضوع الاعتراف بحدود العام 67 كأساس للتسوية، أو في موضوع إطلاق سراح الأسرى». وتابع: «لا نشعر بوجود تقدم فعلي في هذه الملفات، وإسرائيل تحاول ممارسة اللعبة القديمة القائمة على إفشال العملية السلمية وإلقاء اللوم على الفلسطينيين». وصرح السفير الفلسطيني في عمان عطا خير الله بأن كيري يكرر أن الولاياتالمتحدة تلتزم بدولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، لكنه إلى الآن لم يعلن قبول إسرائيل لدولة فلسطينية على حدود عام 1967 كمرجعية للمفاوضات. وأكد أن الجانب الفلسطيني متمسك بمواقفه المعلنة دوماً، وهي دولة فلسطينية مستقلة متصلة ذات سيادة عاصمتها القدسالشرقية على حدود عام 1967، ويشدد على أن الاستيطان غير شرعي ويجب أن يتوقف، ويطالب بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين خاصة المعتقلين قبل اتفاق أوسلو. وقالت الولاياتالمتحدة إن كيري سيطلع الدول العربية اليوم على جهوده لإنعاش محادثات السلام، من دون أن تؤكد ما إذا كان استئناف المفاوضات بات قريباً. ولمحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي في مؤتمرها الصحافي اليومي إلى أن كيري يرى أن هناك إمكانية لإحراز تقدم، لكنها شددت على أن الوزير لن يعود للمنطقة إذا لم يشعر أن هناك فرصة لاتخاذ خطوات للأمام. لكن مسؤولين أميركيين سارعوا إلى التقليل من أهمية الآمال بأن تكون عودة كيري إلى المنطقة تعني انه سيتم الإعلان عن موعد لاستئناف المفاوضات المجمدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ أيلول (سبتمبر) 2010. وعقد رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات سلسلة لقاءات مع الفريق المعاون لوزير الخارجية الأميركي في الأسبوعين الأخيرين، تركزت حول درجة وشكل تجميد البناء في المستوطنات، وكيفية إطلاق سراح الأسرى المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو عام 93. وكان كيري اقترح على الرئيس عباس في زيارته السابقة تجميداً جزئياً للبناء في المستوطنات، يقوم على وقف البناء في المستوطنات الواقعة خارج الكتل الاستيطانية، وإطلاق سراح المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو، وعددهم 104، على مراحل خلال ستة أشهر، وخطة لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني، مقابل موافقة الفلسطينيين على العودة إلى المفاوضات النهائية لفترة تتراوح بين 6 و9 أشهر. لكن الجانب الفلسطيني الذي اعتبر أن هناك بعض التقدم في العرض الأميركي، طلب تعريفاً إسرائيلياً لحدود الكتل الاستيطانية، وإطلاق سراح المعتقلين دفعة واحدة. وقالت مصادر فلسطينية إن الاتصالات التي جرت في الأسبوعين الأخيرين لم تحقق تقدماً يكفي لإعادة إطلاق المفاوضات. وقال مسؤول فلسطيني رفيع: «واضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لا يريد العودة إلى المفاوضات، لكنه يقدم عروضاً جزئية يعرف أن الفلسطينيين لن يقبلونها كي يحملهم مسؤولية إخفاق الجهود الأميركية». وهذه الزيارة السادسة لجون كيري منذ توليه منصبه في الأول من شباط (فبراير) الماضي. ومنذ توليه منصبه في الأول من شباط (فبراير) الماضي جعل وزير الخارجية الأميركية من مساعي تحريك عملية السلام المجمدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بهدف التوصل إلى اتفاق سلام من أبرز أولوياته.