اجتمع وزير الخارجية الاميركي جون كيري أمس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان، في إطار جولته السادسة للمنطقة بهدف اقناع الاسرائيليين والفلسطينيين باستئناف محادثات السلام، على ان يلتقي اليوم الأربعاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ووزارء خارجية 11 دولة عربية يمثلون لجنة المتابعة العربية. وسعى المسؤولون الأميركيون الى خفض سقف التوقعات في شأن نجاح كيري في التوصل الى اتفاق على إعلان استئناف المفاوضات. كما قلل مسؤول فلسطيني من فرص احداث اختراق يعيد الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات بسبب استمرار تعنت رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، ولفت الى ان كيري يحاول حمل لجنة المتابعة العربية على إقناع الجانب الفلسطيني بقبول العرض الاميركي لاستئناف المفاوضات. وذكرت مصادر ان اجتماعات عمان ستناقش المشاكل التي تواجهها الولاياتالمتحدة من أجل بدء محادثات السلام، فضلاً عن التطورات الراهنة في سورية ومصر. وسيتصدر جدول أعمال جولة كيري في المنطقة لقاءه اليوم (الأربعاء) في عمان مع العاهل الأردني بعد استضافته للرئيس الفلسطيني على مائدة العشاء أمس، الى جانب اجتماعه باللجنة المصغرة المنبثقة عن لجنة المبادرة العربية للسلام، وبمسؤولين اسرائيليين، كما سيجتمع بقيادات في المعارضة السورية. وقال رئيس فريق العمل حول فلسطين زياد العسلي ل»الحياة» أن كيري يسعى الى «اعادة احياء المفاوضات» على قاعدة «حوافز غير معلنة» بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني، وبابقائها في سياق تفاوضي غير معلن، على عكس ما قام به المبعوث السابق جورج ميتشل، يتفادى كيري الضغط على الجانب الاسرائيلي ويحصن المفاوضات من الانهيار بوضع شروط مسبقة. وتشمل سلة الحوافز «أوراقاً اقتصادية» للجانب الفلسطيني، اضافة الى خطوات لتحسين الأوضاع على الأرض في الضفة الغربية وامكان اطلاق عدد من الأسرى والحد من الأنشطة الاستيطانية من دون الاعلان عن ذلك. وتوقع مراقبون احتمال إعطاء كيري الفلسطينيين ضمانات بشأن حدود 1967 من دون تبني الجانب الاسرائيلي لهكذا موقف، علماً أن واشنطن حاولت الضغط على تل أبيب أمس بالتلويح بتحرك ممكن للاتحاد الأوروبي ضد الأنشطة الاستيطانية كما في الأممالمتحدة، في حال الفشل في اطلاق المفاوضات. وكان الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي كشف أن الوفد الوزاري العربي حصل على تأكيد من الإدارة الأميركية بالتزامها إنهاء النزاع هذا العام. ولفت الى انه إطار الرؤية الجديدة والقائمة على إنهاء الاحتلال وانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة العام 1967 فقد أصبح الاستيطان الاسرائيلي أمراً فرعياً وليس رئيسياً كما كان في الفترة السابقة. وأوضح العربي أن الخطة الأميركية تقوم على ثلاثة محاور: أولها المحور السياسي ويهدف الى إعادة إطلاق المفاوضات، وثانيها المحور الأمني حيث تم تعيين جنرال أميركي قام بزيارة للمنطقة لتقويم الموقف، أما المحور الثالث فهو اقتصادي حيث لدى الإدارة الأميركية خطة زمنية لمدة ثلاث سنوات تشمل عدداً من الدول القادرة ماليا لتقديم الدعم المالي والاقتصادي لرفع المستوى في الضفة والقطاع.