حصلت «الشرق» على معلومات وصلت إلى الجانب اليمني على شكل تحذيرات أمريكية من عمل كبير يعده تنظيم القاعدة ويستهدف من خلاله ضرب مواقع عسكرية في محافظة لحج جنوبي اليمن. وبيَّنت المعلومات أن الوضع الأمني في محافظة لحج خارج نطاق سيطرة وزارة الداخلية، وأن إدارة أمن المحافظة ومؤسساتها الفرعية غير جاهزة للتعامل مع أية مستجدات طارئة؛ حيث إن عدداً من الضباط والجنود لا يوجدون في مواقعهم الإدارية أو الميدانية. وكشفت المعلومات عن وجود عدد كبير من الضباط والجنود في المواقع والنقاط الأمنية في المحافظة ينتمون إلى فصائل الحراك الجنوبي وليست لديهم الرغبة في مواجهة هجمات تنظيم القاعدة حال حدثت. وحذرت المعلومات التي رفعها الجانب الأمريكي إلى رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان في اليمن من خلال لقاءات مع القائمة بأعمال السفير الأمريكي في صنعاء من أن قاعدة العند العسكرية قد تكون هي الهدف المتوقع لتنظيم القاعدة على ضوء المعلومات المتوفرة. وتعيش محافظة لحج اليمنية القريبة من محافظة عدن عاصمة جنوب اليمن حالة من الفوضى الأمنية في مركز المحافظة مع توسع رقعة المواجهات بين الجيش وفصائل الحراك الجنوبي في ريف المحافظة. ويطالب الحراك الجنوبي بإخراج معسكر تابع للجيش اليمني من ريف محافظة لحج الأمر الذي رفضته وزارة الدفاع اليمنية لتبدأ مواجهات بين الطرفين. وكان محافظ لحج، أحمد المجيدي، أرسل استقالته إلى الرئيس عبدربه منصور هادي على خلفية الفوضى التي تعيشها المحافظة ورفض وزير الداخلية تغيير مدير أمن المحافظة الذي اعتبره المحافظ غير جدير بالمسؤولية. وتقع قاعدة العند العسكرية في محافظة لحج وهي أيضاً مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة التي يقودها أحد الضباط الجنوبيين البارزين وهو اللواء محمود الصبيحي. وتوجد في قاعدة العند قوات أمريكية تعمل في مجال مكافحة الإرهاب منذ الحرب على تنظيم القاعدة في محافظة أبين العام قبل الماضي. وقال مسؤول عسكري في قاعدة العند ل «الشرق» إن هناك إنشاءات تتم لصالح بناء مقر للخبراء الأمريكيين، وهو ما يعتبره الضباط اليمنيون نواةً لقاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة. وأوضح المسؤول العسكري أن شركة تابعة لأحد شيوخ قبائل الشمال هي من تقوم ببناء المنشآت الأمريكية في قاعدة العند. وكانت قاعدة العند التي تم تحويل اسمها إلى 7 يوليو عقب هزيمة الجنوبيين على يد تحالف قبائل وقوات الشمال عام 1994م أهم القواعد السوفييتية في المنطقة؛ حيث كان الشطر الجنوبي من اليمن جزءاً من المنظومة الاشتراكية «الاتحاد السوفييتي». ويوجد في القاعدة العسكرية مطار عسكري ومجموعة من الصواريخ والمعدات العسكرية البرية وتمتد على مساحة جغرافية واسعة. بدوره، أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لحج إمارة إسلامية، ووزع منشورات تدعو إلى الاستعداد لمهاجمة قاعدة العند التي تحولت إلى قاعدة أمريكية حسب تنظيم «أنصار الشريعة» الذي سيطر على محافظة أبين عام 2011. وتعد محافظة لحج الجنوبية أحد معاقل تنظيم القاعدة في اليمن إلى جانب الجزء الشرقي من البلاد، وترتبط لحج بحدود مع محافظات أبين وعدن وتعز والضالع، وتعد من المحافظات التي ينشط فيها الحراك الجنوبي الذي يطالب بإعادة دولة الجنوب والانفصال عن شمال اليمن. وعقب إعلان القاعدة عن إمارة لحج الإسلامية زار وزير الدفاع المحافظة بشكل مفاجئ، وعقد لقاءات مع القيادات العسكرية والأمنية، غير أن الزيارة لم تسفر عن شيء مع تواصل تدهور الوضع الأمني في المحافظة.