هاجم رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، أمس منتقدي العمليات العسكرية ضد «الإرهاب»، ودعاهم إلى دعمها «كونها الفتح الذي دونه لن يستقر العراق» على حد تعبيره. وفيما وصف رئيس الحكومة من يعتبر ضرب الإرهابيين عملاً طائفياً ب «الوباء الكبير»، شدد على وجود «مناكفات سياسية حول قضايا بسيطة تتحول إلى مشكلات داخلية»، مقرَّاً بأن لغة التفاهم عبر القانون والدستور مفقودة. من جانبها، أعلنت دائرة صحة محافظة الأنبار أن 357 مدنياً بينهم أطفال ونساء سقطوا بين قتيل وجريح في اشتباكات بين مسلحين من طرف والجيش من طرف، وكذلك نتيجة القصف العشوائي للقوات الأمنية خلال الأيام الخمسة الماضية في مناطق متفرقة بمدينتي الفلوجة والرمادي. وأعلن مسؤول قسم إحصاء الوفيات في دائرة صحة الأنبار، محمد الدليمي، أن «حصيلة الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش والشرطة والعناصر المسلحة، فضلاً عن القصف العشوائي الذي طال مناطق متفرقة من مدينتي الفلوجة والرمادي خلال الأيام الخمسة الماضية، بلغت 60 قتيلاً و297 جريحاً جميعهم من المدنيين وبينهم أطفال ونساء». وبيَّن الدليمي، في تصريحاتٍ صحفية أمس، أن حصيلة القتلى والجرحى توزعت بين الرمادي (43 قتيلاً و166 جريحاً) والفلوجة (17 قتيلاً و132 جريحاً)، مشيراً إلى أن «جميع مستشفيات ومراكز الصحة في المحافظة تم تجهيزها لتسلُّم الجرحى رغم صعوبة الظروف بالتزامن مع حدة القصف وشدة الاشتباكات». في الوقت نفسه قال نوري المالكي، في كلمةٍ له خلال احتفالية لائتلاف الوفاء العراقي وتحالف قوى الانتفاضة على المسرح الوطني في بغداد، إنه «بجهد وتضحيات أبناء القوات المسلحة وجهد المخلصين الذين يقفون خلفهم عاد العراق إلى الاستقرار وانتعشت الدولة وبدأنا في الإعمار ومسيرة البناء»، مستذكراً «صورة العراق عندما لم تكن هناك سيطرة للقوات الأمنية بسبب الموجة الإرهابية الطائفية». وتساءل المالكي «هل استطعنا أن نأتي بشركة واحدة تعمر للعراق أو استطعنا رفع إنتاجنا من النفط وكانت بغداد محاصرة والطرق بين المحافظات مقطَّعة؟»، مؤكداً أن «العراق عاد للاستقرار رغم وجود مناكفات سياسية وما نسمعه من اختلافات على أبسط القضايا تتحول إلى مقاطعات ومشكلات داخلية». وأقر رئيس الوزراء بأن «لغة التفاهم عبر القانون والدستور مفقودة»، واعتبر أن «العراق به مؤسسات دستورية متكاملة على أساس الفصل بين السلطات»، معترفاً في الوقت ذاته أنه «لا تزال هناك مشكلات ليس في عدم وجود هذه المؤسسات، بل في عدم الالتزام بسياقات العمل المؤسساتي والعمل الدستوري». أمنياً، أعلنت قيادة العمليات المشتركة تدمير معسكرين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» في غرب الأنبار، وأفاد بيانٌ لمقر العمليات أمس أن «عمليات الجزيرة والبادية تمكنت من تدمير معسكرين تابعين لتنظيم داعش الإرهابي، وحرق ثلاثة زوارق لهم، بعد أن اشتبكت القوات الأمنية مع العناصر الإجرامية في منطقة أبو كوة بقضاء راوه غربي الأنبار». كما أعلنت قيادة العمليات المشتركة أن «قوات الحدود اشتبكت مع مسلحي داعش قرب الحدود السورية وقطعت إمداداتهم»، وقالت القيادة في بيانٍ لها أمس إن «لواء الحدود 15 ضمن قيادة عمليات الجزيرة والبادية اشتبك مع مسلحي داعش الإرهابي وتمكن من قطع خطوط الإمداد عنهم قرب الحدود السورية، كما ضَبَطَ 3 رشاشات أحادية في عمق منطقة الجبل». بدوره، كشف جهاز مكافحة الإرهاب أن قوة من الجهاز تمكنت من قتل 25 مسلحاً ينتمون إلى «داعش» بعد اشتباك وسط الرمادي، مبيِّناً أن العملية تمت دون أي خسائر لدى القوة المهاجمة. وقال المتحدث باسم الجهاز، في تصريح صحفي مساء أمس الأول، إن «معلومات استخباراتية دقيقة وردت إلى الجهاز تشير إلى نية مجموعة مسلحة كبيرة العدد النزول إلى وسط الرمادي»، مضيفاً أن «القوات الخاصة تحركت بعد تقاطع المعلومة مع المعلومات الواردة من الأهالي». وأضاف المتحدث أنه «بالفعل تمت محاصرة الإرهابيين الذين ينتمون لما يسمى تنظيم داعش في دائرة الأمن القديمة القريبة على شارع 60 ومنطقة الملعب»، مبيِّناً أن «الاشتباك تم بعد محاصرتهم داخل البناية وقتل جميع الإرهابيين البالغ عددهم 25 إرهابياً من بينهم قناصان وثلاثة يرتدون أحزمة ناسفة».