تنتظر الفلوجة (غرب بغداد) التي تدور فيها معارك عنيفة وتخضع للحصار، بعد سيطرة مسلحي «داعش» عليها، هجوماً واسع النطاق يشنه الجيش، بمشاركة مسلحي «الصحوة». وفيما أكد رئيس الحكومة نوري المالكي أن العمليات العسكرية استبقت مخططاً لإعلان «دولة الأنبار وان العمليات العسكرية استبقت إعلان المحافظة دولة مستقلة»، مستشهداً باعترافات أدلى بها أحد المعتقلين، أكدت الولاياتالمتحدة وإيران دعمه في محاربة «القاعدة». وقالت مصادر حكومية أمس ل الزميلة «الحياة» إن الجيش، بمساعدة مسلحي «الصحوة» يستعد لشن هجوم لاستعادة الفلوجة من أيدي المسلحين، لكنه لم يحدد تاريخ البدء بالعملية، فيما قال محافظ الأنبار أحمد خلف الدليمي في خطاب بثته قناة «الأنبار» الحكومية، أن الهجوم «وشيك لسحق مقاتلي داعش»، مؤكداً «استقرار الأوضاع في باقي مدن المحافظة واستعادة قوات الشرطة سيطرتها عليها». إلى ذلك، حذر زعيم عشائري في الفلوجة من إقدام الجيش على اقتحام الفلوجة، وقال ل «الحياة»، رافضاً ذكر اسمه عصر أمس، إن «الأنباء عن الحملة تثير الهلع، وبدأ المواطنون النزوح إلى داخل المدينة». وزاد إن «الجيش واصل قصف محيطها، وتحديداً منطقة الكرمة، فيما تم اعتراض عدد من الآليات العسكرية خلال محاولتها عبور الطريق السريع الذي يسيطر عليه أبناء العشائر». وحذر من «كارثة إنسانية ومن أن يؤدي الاجتياح إلى تعاطف أبناء العشائر مع عناصر القاعدة الموجودين في عدد من الأحياء». من جهة أخرى، أعلنت قيادة عمليات الجزيرة والبادية في الأنبار أمس أن القطعات التابعة لها «كثفت وجودها على طول الحدود الدولية بإشراف الفريق الركن حسن كريم خضير لمطاردة الإرهابيين». وفي الرمادي أعلنت مصادر أمنية أن «أبناء العشائر تمكنوا بعد ظهر أمس، من استعادة مئات قطع الأسلحة وكميات كبيرة من الذخائر وعربات الشرطة التي استولى عليها «داعش» في وقت سابق، وذلك بعد اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين في جزيرة البو بالي لكن المنطقة ما زالت تحت سيطرة التنظيم. وقد انتقلت الاشتباكات أمس إلى خارج الأنبار، وشهدت مناطق في جنوب بغداد وشمالها ومحافظات ديالى وجنوب الموصل اشتباكات. وأكد بيان لقيادة العمليات في بغداد أن «قوة من الفرقة السادسة اشتبكت مع مجموعة إرهابية، وتمكنت من قتل 13 منها، بينما لاذ الباقون بالفرار إلى مناطق العناز والسعدان في أبو غريب». وأضاف أن قوة أخرى تمكنت من تفكيك عبوتين ناسفتين في منطقتي أبو منيصير وحي القادسية في قاطع الكرخ. سياسياً، تلقى المالكي أمس دعماً من طهران وواشنطن. وأعلن نائب رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد حجازي أن بلاده «مستعدة لمساعدة العراق عسكرياً في قتاله ضد مسلحي تنظيم «القاعدة». ونقلت عنه وكالة الأنبار الرسمية «إرنا» قوله: «إذا طلب العراقيون فنزودهم العتاد والمشورة وهم ليسوا في حاجة إلى جنود». أما وزير الخارجية الأميركي جون كيري فقال: «سنقف إلى جانب حكومة العراق التي تبذل جهوداً «ضد القاعدة» (...) لكنها معركتها وهذا الأمر حددناه من قبل». وأضاف: «نحن قلقون جداً»، موضحاً أن عناصر تنظيم «داعش أخطر اللاعبين في المنطقة. وحشيتهم واضحة للجميع»، مؤكداً أن «الولاياتالمتحدة ستواصل اتصالاتها الوثيقة» مع العراق ودول المنطقة للتنسيق في مطاردة «القاعدة» وفروعها. وتابع: «سنساعدهم (العراقيون) في معركتهم وهي معركة عليهم الفوز بها في نهاية المطاف وأنا واثق من أنهم يستطيعون تحقيق ذلك». وأكد أن الولاياتالمتحدة «لا تفكر في نشر قوات على الأرض».