شهر الصيام وأنت تاج العام في حسن انتظام ها قد أتيت ونحن مازلنا .. يتامى حول مائدة اللئام الحال .. يغني فيه بعض الصمت عن كل الكلام .. ولربما انتفض السؤال فقيل .. إن الماء .. في الأفواه .. أو دون اللثام .. ولربما احتدمت ليال .. تدني شفير الموت من حد الحسام ويلوح فجر يغمر الدنيا بأخبار القيامة حين نوشك أن ننام .. لكننا .. بعنا الحروب بخيمة قلنا ستجمعنا إذا انتظم السلام .. ونظل نحلم .. والشظايا فوقنا تهمي كما يهمي الغمام لكنها الموت الزؤام .. ما لون هذي الحرب يا شهر الصيام؟! لا تنتمي أبدا لبدر .. أو ليوم الفتح في البلد الحرام أو فتح عمورية الكبرى وقد زحف الإمام يمضي «لمعتصماه» في أعلى اعتصام أو عين جالوت وقد مال التتار إلى انهزام لكنها ألوان ألوية الصليب معاركا .. تأتي لتختطف الحطام وحروب من رضعوا الظلام فأتقنوا حرب الظلام .. جند .. هنا وهناك .. من «بوكو حرام ..» إلى «رباط الشام» : ما بين «أنصار الإله» «وفتح إسلام» وقد فتحوا المخيم والخيام .. وترى الشبيبة حاصروا الصومال قرصنة .. وبلقنة على حرب انتقام .. والناس .. ليسوا الناس في بغداد .. منذ سقط النظام .. * * * واسأل عن الإعلام يارمضان في ليل القيام .. ليلٍ تطاول بالعناق .. وبالمدام .. وبالغرام جعلوه «حصريا» لجيش الفاتنات بلا احتشام .. حجبوا السماء عن العيون .. عن القلوب .. وأفسدوها بالقطيعة والخصام .. * * * أما السياسة .. لا تسل عنها .. ولا تشغل ضميرك .. فهي جوهرة الفصام وهي البداية في الشقاق المر ما بين الأخوة أو سيوف الغدر ما قبل الختام * * * رمضان .. علمنا الصيام فلم نزل نخشى المجاعة تحت أكوام الطعام .. رمضان .. علمنا القيام .. لغاية يرقى إليها في حياتهم الكرام خذنا إليك .. أعزة لأعز ما يسمو الصيام إليه إن صدق الصيام .. ولمقام .. من عرفوا القيام .. ومجد .. من عرضوا على الشهوات فاختاروا الفطام خذنا إلى كنف المحبة والمودة والوئام واعبر بنا سبل الحروب الموحشات إلى السلام