أكد الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ إن ما يحدث الآن في بلاد كثيرة من الفتن العظيمة التي نشأت من خلال تلويث العقل والفكر وتضليل الناس بوسائل متعددة، بإعلام هابط أو بأقلام مستأجرة، أو بلبوس عباءة الدين والتغرير بالناس، ما هو إلا صورة من صور الحرب المعلنة على هذا الوطن. جاء ذلك خلال افتتاح أمير منطقة الجوف الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمس الأول حفل إطلاق دورات (تفعيل دور عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تعزيز الأمن الفكري) وذلك بمركز الملك عبدالله الثقافي بسكاكا. وقال: إن هذه الدولة المباركة قامت على الكتاب والسنة وتحكيم شرع الله سبحانه وتعالى، ونشر العدل بين الرعية، وعلى بناء دولة متكاملة منهجها الكتاب والسنة، وتتبع السلف الصالح في جميع أمورها، وقد أنعم الله عليها بالأمن والاستقرار والرخاء واتحاد القلوب وصفاء النفوس. مشيرا إلى أن شريعة الإسلام والوطن أمانة في أعناقنا، كل منا مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى للدفاع عن ديننا ووطنا وولاة أمرنا، ووحدتنا واستقرارنا. وأضاف: إننا في معترك مهم جداً يجب علينا أن نحصن أفكارنا وأن نوحد صفوفنا تحت ولاية مليكنا الصالح وولي عهده الأمين، للدفاع عن جميع مكتسبات هذا الوطن الغالي؛ فهناك من يقوم بإيذائنا في وحدتنا وفي ديننا وفي ولاة أمرنا، من خلال التغرير بالبسطاء والجهال الذين لا يطلعون ولا يقرأون ولا يرجعون إلى العلماء الصلحاء الأخيار. وأشار إلى أن هناك من يزين بصور متعددة ليشتت الجمع، وليحرق شباب الأمة ويهلكهم، وليسلط الأمم الأخرى على مجتمعنا، وليشكك الآخرين في ديننا وفي توجهنا من خلال دعوتهم للجهاد بلا ضوابط شرعية؛ فالجهاد لا بد أن يكون تحت راية ولي الأمر وبإذنه، أما الذين يذهبون بتغرير ممن يبنون القصور ويقيمون القنوات ويذهبون في الصيف بأشهر، ويرسلون أبناءهم إلى أمريكا وأوروبا، ويغررون بالشباب ويدمون قلوب الآباء والأمهات بفقد أبنائهم؛ فهؤلاء يضلون الناس، ويجب عدم السماع لهم، والحيطة من مكرهم وشرهم، فهم يبنون تجارتهم على أكتاف القتلى والمساجين والمعذبين والمغرر بهم والمُجهلين، ويبنون ثرواتهم ومجدهم وتاريخهم على هدم الأسر والتفريق بين الابن وأبيه، والأم وابنها والزوجة وزوجها. وأضاف: إن هناك من يطلبون الأموال ويفتئتون على ولاة الأمر فيجمعون الأموال من غير إذنهم؛ فهؤلاء مأزورون غير مأجورين، ومن أعطاهم فهو مأزور غير مأجور، ويجب منعهم وكف شرهم عن العباد والبلاد، فهم يشعلون الفتن ويشعلون البلايا في الأوطان ويتربصون بنا في الداخل؛ لإزالة ما ننعم به من أمن واستقرار ورخاء. ودعا آل الشيخ إلى تحصين عقول الناشئة، ومن خلال نبذ الخبث والكير من أفكار من غرر بهم، والإبلاغ عنهم والابتعاد عن دعاة الشر، ممن يدعو لتدمير هذا البلد الآمن المستقر، وفضحهم عند الناس وعدم السماع لهم، وعدم الاغترار بهم، فقد ظهر مكرهم وخبثهم وشرهم، وضحاياهم ممن فجر أو تفجر أو بات في السجون اتقاء لشره وتأديباً له وردعًا لأمثاله كثير.