أنهت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، دورات الأمن الفكري الموجهة إلى أعضائها. وكانت الجوف هي المحطة هذه المرة. الرئيس العام للهيئات الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، وخلال رعايته ومشاركته منسوبي جهاز المنطقة هذه الفعالية، أرسل العديد من الرسائل الهامة، حث فيها على وحدة الصف والالتفاف حول القيادة ونبذ كل من يسعى للإخلال بأمن الوطن ومقدراته ومكتسباته. ولعل أهم خطاباته التي استوقفت مضامينها الكثيرين، ذلك الذي افتتح به فعالية دورات الأمن الفكري، وإشارته بالقول "إننا في معترك مهم جداً يجب علينا أن نحصن أفكارنا وأن نوحد صفوفنا تحت ولاية مليكنا الصالح وولي عهده، للدفاع عن جميع مكتسبات هذا الوطن الغالي". وأضاف "إن هناك من يقوم بإيذائنا في وحدتنا وفي ديننا وفي ولاة أمرنا، من خلال التغرير بالبسطاء والجهال الذين لا يطلعون ولا يقرؤون ولا يرجعون إلى العلماء الصلحاء الأخيار، هناك من يزين بصور متعددة ليشتت الجمع، وليحرق شباب الأمة ويهلكهم، وليسلط الأمم الأخرى على مجتمعنا، وليشكك الآخرين في ديننا وفي توجهنا من خلال دعوتهم للجهاد بلا ضوابط شرعية". وأبان آل الشيخ أن "الجهاد لا بد أن يكون تحت راية ولي الأمر وبإذنه، أما الذين يذهبون بتغرير ممن يبنون القصور ويقيمون القنوات ويذهبون في الصيف بأشهر، ويرسلون أبناءهم إلى أميركا وأوروبا، ويغررون بالشباب ويدمون قلوب الآباء والأمهات بفقد أبنائهم؛ فهؤلاء يضلون الناس، ويجب عدم السماع لهم، والحيطة من مكرهم وشرهم، فهم يبنون تجارتهم على أكتاف القتلى والمساجين والمعذبين والمغرر بهم والمُجهلين، ويبنون ثرواتهم ومجدهم وتاريخهم على هدم الأسر والتفريق بين الابن وأبيه، والأم وابنها، والزوجة وزوجها، إلى غير ذلك مما لا يخفى عليكم ونراه الآن واقعاً ملموساً، فيجب الحذر من هؤلاء الذين يغررون بشبابنا وأبنائنا ويبنون تاريخهم السيئ الذي سيبقى نقطة سوداء في جبين كل من يتعاطف معهم أو يرضى بعملهم". وحمل خطاب آل الشيخ في الجوف، تحذيرا من جامعي الأموال بغير وجه حق، قائلا "إن هناك من يطلبون الأموال ويفتئتون على ولاة الأمر فيجمعون الأموال من غير إذنهم؛ فهؤلاء مأزورون غير مأجورين، ومن أعطاهم فهو مأزور غير مأجور، ويجب منعهم وكف شرهم عن العباد والبلاد، فهم يشعلون الفتن ويشعلون البلايا في الأوطان ويتربصون بنا في الداخل؛ لإزالة ما ننعم به من أمن واستقرار ورخاء". ولفت رئيس الهيئات إلى ما يحدث في البلدان المحيطة بالقول "إن ما يحدث الآن في بلاد كثيرة من الفتن العظيمة التي نشأت من خلال تلويث العقل والفكر وتضليل الناس بوسائل متعددة، بإعلام هابط أو بأقلام مستأجرة، أو بلبوس عباءة الدين والتغرير بالناس، ما هو إلا صورة من صور الحرب المعلنة على هذا الوطن". وأوصى الشيخ عبداللطيف آل الشيخ، نفسه وحضور ندوات الأمن الفكري، بأن "يكونوا متحدين في النصح لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولولاة أمرنا، من خلال تحصين عقول الناشئة، ومن خلال نبذ الخبث والكير من أفكار من غرر بهم، والإبلاغ عنهم والابتعاد عن دعاة الشر، ممن يدعون لتدمير هذا البلد الآمن المستقر، وفضحهم عند الناس وعدم السماع لهم، وعدم الاغترار بهم، فقد ظهر مكرهم وخبثهم وشرهم، وضحاياهم ممن فجر أو تفجر أو بات في السجون اتقاء لشره وتأديباً له وردعاً لأمثاله كثير، فاحرصوا على شباب الأمة فهم عدة المستقبل وهم الذين سيبنون هذا الوطن بإذن الله".