توقَّع رئيس مركز السياسات البترولية والتوقعات الاستراتيجية الدكتور راشد أبانمي أن يتنامى الدور الذي تقوم به المملكة في منظمة «أوبك» خلال الفترة المقبلة، مبيناً أن التوترات السياسية في العالم، وتحديداً في بعض الدول الأعضاء في المنظمة، ستدفع المملكة إلى زيادة إنتاجها النفطي، لسد العجز المتوقع في الطلب العالمي، وتلبية زيادة الطلب على البترول بتحسن النمو الاقتصادي العالمي، مبيناً أن متوسط إنتاج السعودية في 2013 بلغ 9.3 مليون برميل يوميا، متضمنا الزيادات التي تكفلت بها المملكة لسد العجز في الإنتاج العالمي. وقال أبانمي إن متوسط إنتاج المملكة من النفط يزيد على 8 ملايين برميل يوميا في حال عدم وجود توترات سياسية، تقلل من إنتاج بعض دول الأعضاء في منظمة «أوبك». وأضاف «هناك مواضيع سياسية مهمة لم تحسم بعد إقليمياً، وسيتم على ضوئها تحديد إنتاج المملكة من النفط، كونها العضو المرجح لتوازن العرض والطلب العالمي خلال الفترة المقبلة، أهمها على صعيد «العرض»، التدهور السياسي المتنامي في العراق، والقلاقل السياسية حول منابع النفط المتزايدة في نيجيريا، وكذلك استمرار تدهور الأوضاع في ليبيا حاليا، ومستقبل الاتفاقية بين إيران والغرب، وعلى صعيد «الطلب»، فهناك اتجاهات إيجابية حول النمو الاقتصادي العالمي، الذي ظهرت بوادره منذ الربع الأخير من العام الماضي، مبيناً أن «المملكة والإمارات والكويت إلى حد ما، سدت العجز الذي خلفته القلاقل والتوترات السياسية في ليبيا، وساهمت في انخفاض الإنتاج الليبي من 1.8 مليون برميل يوميا قبل الثورة، إلى ما دون 250 ألف برميل يومياً، مشيراً إلى أن هذا النقص الحاد حدث بشكل مفاجئ، واستمر إلى الوقت الحالي». وأضاف أبانمي ل»الشرق» أن السعودية واستمراراً لدورها المهم، ومن منطلق مسؤوليتها في أسواق النفط العالمية، وفي منظمة أوبك كأكبر مصدر للنفط، وأكبر دوله تملك احتياطا إنتاجيا، تلعب دور «العامل المرجح» في المنظمة، وقال: «سقف إنتاج أوبك من النفط يبلغ نحو 30 مليون برميل يومياً، من منطلق أن هذه الكمية تعزز التوازن بين العرض والطلب، وتحافظ على أسعار عادلة للنفط في حدود 100 دولار للبرميل، وتقوم السعودية بدور «العضو المرجح» في المنظمة، حيث تزيد إنتاجها في حال نقص إنتاج الأعضاء عن هذه الكمية، وتقلل من إنتاجها في حال زاد إنتاج الأعضاء، خاصة إذا عرفنا أن المملكة تعد أقوى عضو في «أوبك» لديها القدرة الإنتاجية العالية، وإمكانية زيادتها لنحو 12.500 مليون برميل يوميا»، موضحا أن «أوبك» تقيّم أوضاع السوق العالمية من الطلب والعرض، ويتم على ضوء ذلك وضع سقف للإنتاج الكلي لها». ولم يستبعد أبانمي أن تعدل «أوبك» سقف إنتاجها مستقبلاً، وربما ترفعه في اجتماعها المقبل إلى ما يفوق 30 مليون برميل يومياً لاستيعاب الطلب المتزايد، بفعل النمو الاقتصادي، وكذلك شح إنتاج في الدول الأخرى المنتجة من خارج «أوبك». وقال: «النمو في الاقتصاد العالمي، ظهرت علاماته في اقتصادات دول الاتحاد الأوروبي، إلى حد ما في أمريكا، مما سيرفع من معدل الطلب على النفط» لإنتاج السعودية اليومي تصل إلى 12.5 مليون برميل، تصدر معظمه، أما أمريكا فتنتج 13.5 مليون برميل، تستهلك معظمه».