أكدت المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، أن السوق النفطية "في أفضل وضع ممكن" وأنه لا داعي لخفض إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك". وقال وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي لصحفيين عند وصوله إلى فيينا مساء أول من أمس لحضور الاجتماع ال164 للمنظمة الذي يعقد اليوم "السوق في أفضل وضع ممكن. الطلب ممتاز والنمو الاقتصادي يتحسن". وأضاف ردا على سؤال صحفي حول احتمال خفض سقف الإنتاج المشترك للكارتل المحدد بثلاثين مليون برميل في اليوم منذ ديسمبر 2011 "لماذا الخفض؟"، مبينا أن احتمال زيادة صادرات النفط الإيراني ليس سببا قويا لخفض الإنتاج "لأن الطلب موجود". ويرى خبراء أن الصادرات الإيرانية يمكن أن ترتفع على المدى القصير بشكل طفيف نحو آسيا. وأدت العقوبات إلى خفض الصادرات الإيرانية للنفط من 2.5 مليون برميل في اليوم في 2011 إلى 1.1 مليون برميل في اليوم خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2013 بحسب الوكالة الدولية للطاقة. وقال النعيمي إن سعر النفط حاليا "ممتاز" وراضون على السعر الذي تحدده السوق. وأضاف أن السعر الحالي قرب 110 دولارات للبرميل هو السعر المناسب. وتتوقع أوبك أن يرتفع الطلب العالمي بشكل طفيف السنة المقبلة ليصل الى 90.82 مليون برميل في اليوم مقابل 89.78 مليون برميل في اليوم عام 2013. لكن الطلب على نفطها يتوقع أن يتراجع بأكثر من 300 ألف برميل. وتؤمن أوبك التي تأسست في 1960 وتضم حاليا 12 دولة من الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية، حوالى ثلث الإنتاج العالمي للنفط. وكانت المنظمة ستواجه مهمة صعبة في اجتماعها اليوم لو لم تكن دول عديدة من أعضائها تضخ دون المستوى المستهدف بسبب نزاعات أو عقوبات. وتشكل إيران وليبيا ونيجيرياوالعراق، وهي من أعضاء أوبك الاثني عشر جزءا كبيرا من الانقطاعات في الإمدادات العالمية التي تقدر بنحو 3.6 ملايين برميل يوميا في سوق حجمها 90 مليون برميل يوميا. وتضخ كل من إيران وليبيا بأقل من طاقتهما الإنتاجية بنحو مليون برميل يوميا، نظرا للعقوبات التي تواجهها الأولى والاحتجاجات المدنية في الثانية. وأدت سرقات النفط في نيجيريا إلى تقليص الإنتاج 350 ألف برميل يوميا في حين تراجع إنتاج العراق بنحو 500 ألف برميل يوميا في أكتوبر بسبب مشكلات في البنية التحتية والأمن. وأرجأت تلك الخسائر أي تفكير في خفض مستوى الإنتاج المستهدف لأوبك قدره 30 مليون برميل يوميا إذا أرادت المنظمة الحفاظ على الأسعار فوق 100 دولار للبرميل. ويقول مسؤولون في أوبك، في أحاديث خاصة، إنهم لا يتوقعون حل مشكلات انقطاع الإمدادات في ليبيا ونيجيريا قريبا، أو حدوث زيادة سريعة في صادرات إيران من الخام. لكن المنظمة تواجه بدء تقلص نصيبها من السوق في 2014 نظرا لطفرة إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة وارتفاع إنتاج روسيا إلى مستويات قياسية في فترة ما بعد الحقبة السوفيتية، إضافة إلى زيادة إنتاج البرازيل وقازاخستان. وقال بنك باركليز "تتزايد الإمدادات من خارج أوبك بأسرع وتيرة لها منذ سنوات طويلة. ومن المرجح زيادة الإنتاج من خارج أوبك بنحو 1.5 مليون برميل يوميا في 2014 مسجلة أسرع وتيرة في 30 عاما".