قال الملياردير الأمريكي، صاحب أكبر صندوق تحوط على مستوى العالم جورج سوروس: «إن أزمة ديون منطقة اليورو قد تتسبب في تحطيم الاتحاد الأوروبي»، موضحاً أن أوروبا لم تقدم شيئاً، ومتأخرة جداً في مواجهة أزمتها، وهاجم واضعي السياسات الأوروبية، واصفاً تحركاتهم تجاه الأزمة بأنها «سخيفة». وأضاف لصحيفة الجارديان البريطانية «أن السلطات الأوروبية أثبتت حقاً أنها تفهم القليل عن كيفية عمل الأسواق المالية، وأخطأت في كل ما قدمته من سياسات، وكان من الممكن السماح لليونان التي أشعلت فتيل الأزمة الأوروبية للخروج من اليورو، وكان الكثير يتوقع ذلك الاحتمال، ولكنه لم يحدث». وأوضح أن أوروبا تركت إيطاليا وإسبانيا تقعان في قبضة أزمة الائتمان، إذ واجهت كل من الدولتين مخاطر التدهور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وكانت كل منهما على وشك التفكك والإفلاس والانهيار، ولا تزال كل منهما تعاني أزمة واضحة حتى الوقت الحالي. واقترح سوروس، السماح لكل من إسبانيا وإيطاليا بتمويل عجزهما عن طريق إصدار أذون خزانة مع معدل فائدة 1%، وطالب بعدم استمرار السياسات المتبعة حالياً في أوروبا، ولا ينبغي وجود الدول الأضعف ضمن منطقة اليورو، حيث أصبحت الدول المثقلة بالديون في المنطقة في مرتبة دول العالم الثالث، ما تسبب في دمار العملة الموحدة. وأشار إلى «أن دعوة الدول الكبرى مثل ألمانيا إلى اتباع سياسات تقشفية، من شأنها أن تقود أوروبا إلى دوامة الديون الانكماشية، مشدداً على ضرورة التقارب بين الدول الأعضاء، لأن اختلاف الأهداف قد يتسبب في إحداث أزمة سياسية خطيرة للغاية، وهناك خوف حقيقي من أن اليورو قد يهدم التماسك السياسي الاقتصادي الأوروبي». وأفاد سورس أن الأزمة اليونانية كشفت عن عيوب في معاهدة ماستريخت، فهي لم تتضمن إنقاذاً أو آلية خروج للبلدان المثقلة بالديون، موضحاً أن المطلوب هو ضرورة التوصل إلى حل شامل من جانب أوروبا مدعوم بتوافر الموارد المالية الكافية، ولكن الدول الكبري مثل ألمانيا لا ترغب في أن تكون المسؤول الوحيد عن أزمة الديون، وهو ما أدى في الأساس إلى تصاعد الأزمة، لأن أوروبا تتحرك بعد فوات الأوان».