كشف مدير عام الدفاع المدني في منطقة تبوك، اللواء مستور الحارثي عن استعانتهم بحفَّار يسمى «الفرار» لعمل بئر موازية للبئر الارتوازية التي سقطت فيها الطفلة لمى الروقي (ست سنوات)، بقطر 100 سم، وعمق سبعة أمتار، لنتمكن بعدها من حفر فتحة جانبية بقطر ثلاثين سم للوصول للبئر الارتوازية. وقال في مؤتمر صحفي أمس لتوضيح أعمال الدفاع المدني في المهمة، بمشاركة قائد العمليات الميدانية العقيد إبراهيم الحويطي، عملية الحفر استغرقت 72 ساعة، واجه الفريق خلالها صعوبات كثيرة لوجود صخور، وهبوط التربة إلى أجزاء أعمق، وتبين منها جزء من جثة الطفلة، التي انبعثت روائح تدل على وجودها إلى جانب الدمية التي كانت معها عند سقوطها في البئر بالوادي الأسمر في محافظة حقل الجمعة الماضية الموافق 17 صفر الجاري، عندما كانت تلهو مع شقيقتها. لافتاً إلى أن مختصين من شركة أرامكو يتابعون مع المساعد قائد العمليات الميداني لتهيئة الموقع، وإجراء عملية التنظيف استعداداً لعملية الشفط، وكذلك تجهيز الموقع لحفار من أرامكو سيصل من المنطقة الشرقية. وتطرق اللواء الحارثي إلى سير عمليات البحث عن لمى، منذ لحظة تلقي البلاغ يوم الجمعة في تمام الساعة 3:54، ووصول فرقة الإنقاذ وفرقة التدخل في انهيارات المباني إلى الموقع الساعة 4:16، حيث كان والدها موجوداً وأخبرهم بأنه وجد البئر مغطاة من الأعلى، وأنه من المحتمل سقوطها من الجانب من فتحة تسمح بذلك. وأضاف الحارثي أنه تم تمشيط الوادي من قبل فرق البحث، والتأكد من عدم وجودها في الوادي، وتم استخدام جهاز التنفس لإيصال الهواء إلى داخل البئر، وتم إنزال حبل اصطدم بمجموعة من الصخور على مسافة ثلاثين متراً، دون أن يشاهد أي أثر للطفلة على هذه المسافة، كما أزيل غطاء البئر المكون من ماسورة موضوعة بشكل حوضي على فوهتها بطول ستة أمتار، وقطر 16 بوصة، وفي داخلها كمية من الأتربة والحجارة. وأشار إلى وصول الإسناد البشري والآلي من مديرية المنطقة، وقوة الطوارئ الخاصة في الدفاع المدني متمثلة في 38 آلية ومعدة، و74 عنصراً بشرياً، وتم إبلاغ أمير المنطقة بالحادث، الذي وجه بسرعة التدخل لانتشالها في أسرع وقت. كما تم إبلاغ مدير عام الدفاع المدني، فيما تابع مساعده لشؤون العمليات الوضع وزودنا بكل ما نحتاج إليه. وبخصوص آلية الحفر، أشار اللواء الحارثي إلى أنه تم الحفر بشكل متدرج، ومن ثلاثة اتجاهات لتوفير السلامة في الموقع، مع الاستعانة بالآليات لحفر عمق موازٍ أسفل البئر، وهي من جهات حكومية وأهلية بلغ عددها 53 آلية. أما عن المساعدات التي وصلتهم، فذكر أن مدير عام الدفاع المدني وجه بمشاركة فرق متخصصة من مناطق المدينةالمنورة، القصيم، والرياض. كما وصل خبيران من شركة أرامكو مساء السبت قبل الماضي الموافق 18 صفر الجاري، وتم اطلاعهما على خطة العمل، فذكرا أنها الأنسب في مثل هذه الحوادث. كما تمت الاستعانة بهيئة المساحة الجيولوجية، التي أكدت أيضاً أن خطة الدفاع المدني هي الأنسب لاستخراج الجثة، وتتمثل في إزالة طبقات الرواسب ومن ثم الحفر حتى عمق 35 متراً، وبعدها حفر بئر أخرى موازية في حال عدم العثور على الجثة. وهي طريقة أثنى عليها أيضاً جيولوجيان تم تكليفهما من جامعة تبوك للمشاركة والاطلاع على سير العمل. كذلك جرت الاستعانة بشركة إيطالية تعمل في ضباء، وحضر مهندس منهم للموقع لكنه أفاد بعدم وجود معدات لديهم يمكن استخدامها. كما وصل مندوب من شركة بن لادن إلى الموقع، وأفاد أيضاً بأنه لا توجد لديهم معدات للتدخل في هذه الحالة. وحول سير العمل، قال اللواء الحارثي إنه جرى التعاقد مع إحدى مؤسسات الحفر لعمل تكييس للبئر للمحافظة عليها من الانهيار، وفي مساء الإثنين 20 صفر الجاري تم الانتهاء من العملية، والوصول إلى عمق ثلاثين متراً، وكان العمل على مدار الساعة، لافتاً إلى أن العاملين اصطدموا خلال العمل بمنطقة صخرية صلبة، اتضح لاحقاً أنها قمة البئر، وكانت تشكل خطورة على العاملين، خاصة أن استمرار عملية الحفر يؤدي إلى انهيارات جانبية، فتم تأمين السلامة من خلال إزالة جزء من التربة الجانبية، واستغرقت هذه العملية 48 ساعة. ومازال العمل جارياً حتى الآن دون انقطاع للعثور على الجثة. وأشار إلى أن لجنة تضم مساعد مدير عام الدفاع المدني لشؤون العمليات، وعدداً من الضباط المختصين حضرت إلى الموقع واطلعت على خطة العمل، ووجدت أنها الخطة المناسبة. قيادة المنطقة الشمالية الغربية، شرطة منطقة تبوك، إدارة الطوارئ والأزمات في الشؤون الصحية، الهلال الأحمر، أمانة منطقة تبوك، بلديات حقل وبئر بن هرماس والبدع، وشركة الفايز، وشركة أرامكو، وشركة مفهوم التفوق للمقاولات، وشركة السحيمي. وبلغ عدد المشاركين من جميع القطاعات 183، وعدد المتطوعين 33 متطوعاً، وبلغ عدد الآليات والمعدات 91. حضر أمس استشاريون من «أرامكو» في موقع البئر الارتوازية، حيث توجد جثة الطفلة لمى، لليوم الرابع عشر من أجل تسريع وتيرة البحث والوصول إليها في أسرع وقت ممكن. وعلمت «الشرق» بأنه سيتم شفط أكوام الرمال الموجودة فوق الطفلة. وحضر في الموقع أيضاً شابان عرضا مساعدتهما بجهاز ابتكراه لشفط الرمال أثنى عليه المختصون الموجودون في الموقع الذين اشترطوا عليهما اتخاذ احتياطات السلامة للجهاز حتى لا يقع في البئر.