وصل وزير الخارجية الأمريكية جون كيري إلى إسرائيل أمس في زيارة هي العاشرة للمنطقة في إطار مساعيه الحثيثة لدفع المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. ويعقد كيري خلال هذه الزيارة أكثر من اجتماع، مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وحذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد من محاولة كيري «تسويق اتفاق إطار» في جولته الجديدة بالمنطقة باعتباره مشروعاً غامضاً وغير بناء. وقال خالد في بيان صحفي، إن «هذا الاتفاق غامض وغير بناء يقدم للفلسطينيين مجرد وعود في الوقت الذي يترك فيه الأبواب مفتوحة أمام إسرائيل لمواصلة سياسة تغيير معالم الضفة الغربية بفرض مزيد من الوقائع على الأرض». واعتبر أن هذه الوقائع «تقوض فرص التقدم في مسيرة التسوية السياسية وتقوض إمكانية قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة على الأراضي المحتلة بعدوان 1967». وطالب خالد بإبلاغ كيري أن «الجانب الفلسطيني يرفض الدخول من جديد في تجارب الحلول الجزئية والمرحلية والانتقالية ويرفض التحايل على المدة الزمنية المفترضة لنهاية المفاوضات في إبريل القادم باستخدام مشروع اتفاق الإطار». بدوره، اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أمس أن اتفاق الإطار المقترح الذي قدمته الولاياتالمتحدة إلى طرفي النزاع «يقيد السيادة الفلسطينية» على الأراضي الفلسطينية. وقال عبد ربه في بيان صحافي «إن الدور الذي تقوم به الولاياتالمتحدة ووزير خارجيتها جون كيري مهم في المنطقة» إلا أنه كشف أن «اتفاق الإطار المقترح يقيد السيادة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية». وكان مسؤول أمريكي قد أعلن قبل أن يغادر كيري الولاياتالمتحدة، أن الأخير سيقدم للمرة الأولى إلى الطرفين الإسرائليلي والفلسطيني مشروع «اتفاق إطار» يرسم الخطوط العريضة لتسوية نهائية. من جانبه، استبعد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن يقدم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مقترحات مكتوبة لمفاوضات السلام مع إسرائيل خلال جولته التي بدأت أمس. وقال المالكي، للإذاعة الفلسطينية الرسمية، «بالتأكيد هناك مقترحات أمريكية وهذا سبب قدوم كيري للمنطقة لأنه يحمل معه مجموعة من المقترحات لكنها لا تزال غير مكتوبة». وأضاف أن كيري «استبق زيارته بمشاورات أجرتها وفود سياسية وأمنية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للتعرف على مواقف الجانبين من مثل هذه المقترحات». وذكر المالكي أن كيري «يعلم تماماً أن هناك تحفظات فلسطينية كثيرة على هذه المقترحات الأمريكية، ولهذا السبب ستكون زيارته الحالية في إطار التعرف على المواقف الفلسطينية والإسرائيلية منها ومحاولة التخفيف من ردود الفعل الفلسطينية لمثل المقترحات، ولهذا نعتقد أنه لن يقدم أي شيء رسمي مكتوب بقدر الاستماع لردود الفعل».