تبادل الإسرائيليون والفلسطينيون الاتهامات بتخريب جهود السلام قبل وصول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في زيارة جديدة إلى المنطقة سيسعى خلالها لحمل الطرفين على الموافقة على مسودة اتفاق إطار يمهد لتسوية نهائية. وسيسعى كيري مرة جديدة خلال زيارته العاشرة إلى المنطقة منذ مارس الماضي لدفع مفاوضات السلام التي أعيد أطلاقها في تموز/يوليو، وسط أجواء من التوتر والريبة لا تبشر بتقدم حقيقي. وستلقي عدة مواضيع خلافية بثقلها على محادثات كيري الذي سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم في القدس والرئيس الفلسطيني محمود عباس غدا في رام الله. وأبرز هذه الخلافات في الوقت الحاضر الاستيطان الإسرائيلي في القدسالشرقية والضفة الغربية ووضع غور الأردن في تسوية نهائية ومسألة الأسرى الفلسطينيين. وهدد عباس الثلاثاء باتخاذ إجراءات «دبلوماسية وسياسية وقانونية» من أجل وقف «تمدد السرطان الاستيطاني» في إشارة إلى مشروع لنتانياهو ببناء 1400 وحدة سكنية استيطانية. ومن الجانب الأمريكي أكد مسؤول في وزارة الخارجية طالبا عدم كشف اسمه معارضة واشنطن لمواصلة الاستيطان. وفي ظل أجواء الريبة المخيمة، أفادت مصادر دبلوماسية ووسائل الإعلام بأن كيري سيطرح للمرة الأولى مسودة «اتفاق إطار» يرسم الخطوط العريضة لتسوية نهائية بين الطرفين. غير أن صحيفة معاريف كانت أفادت بأن إسرائيل رفضت الترتيبات الأمنية التي اقترحها كيري خلال زيارته الأخيرة في كانون الأول/ديسمبر معتبرة أنها «لا تضمن أمن إسرائيل». وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن واشنطن اقترحت «وجودا عسكريا إسرائيليا محدودا عند المعابر في غور الأردن ولعدد محدود من السنوات مع استخدام التكنولوجيا.. عوضا عن وجود عسكري على الأرض». وفي هذا السياق، أكد عباس مجددا رفضه «لأي وجود عسكري إسرائيلي فوق أراضي دولة فلسطين المستقلة، وتمسكنا بسيادة دولة فلسطين على كامل أرضها ومياهها وثرواتها وسمائها وهوائها وحدودها ومعابرها». ورغم كل ذلك لا يزال كيري وفريقه يأملون لدى عرضهم هذا الاتفاق الإطار الذي يشمل كذلك ترسيم حدود الدولة الفلسطينية المقبلة ومستقبل القدسالشرقيةالمحتلة ومصير اللاجئين الفلسطينيين، في تقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع.