دافع رئيس المجلس البلدي في محافظة القطيف شرف السعيدي عن اتهام المجلس بالتقاعس والتأخر في إعادة بناء مَعْلَمْ عين الكعيبة الأثري، الذي تم تجريفه قبل نحو سنتين في حادثة على يد جرّافة تابعة لمقاول بلدية محافظة القطيف. وأوضح السعيدي ل «الشرق»، أن المجلس ومنذ وقوع الحادثة سخّر كل إمكانياته لإلزام المقاول بإعادة بناء العين الأثرية، حيث أصدر قراراً تضمن إلزام المقاول بإعادة بناء العين وتسويرها وحمايتها بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، وكذلك أرسل للبلدية وعلى مدى أكثر من عام نحو سبعة خطابات. وذكر السعيدي أن البلدية لم ترد رسمياً على الخطابات حتى تاريخه ولم يتم تنفيذ القرار الذي صدر من المجلس الذي مضى عليه قرابة السنتين، وأن المجلس لا يزال يتابع لإلزام البلدية بالتعاون مع السياحة والآثار للقيام بواجبها تجاه المعلم الأثري الذي يعد من أهم المواقع الأثرية بالمنطقة. وكان معلم عين الكعيبة الأثري، وهو آخر آثار القرامطة في محافظة القطيف، قد تعرض لإزالة بواسطة جرافة تابعة لمقاول البلدية تعمل على تهيئة أحد المخططات السكنية بالقرب من بلدة الجش وهي الحادثة التي أثارت ردود فعل غاضبة من قبل الأهالي والمهتمين، وبرّر المقاول حينها الحادثة بعدم معرفته بأهمية الموقع، وعدم إخباره من قبل أي جهة به، بالإضافة لعدم وجود أي لوحات تحذيرية تبين قيمته التاريخية. وذكر الباحث حسين السلهام ل «الشرق»، أن هذا الموقع يعتبر أشهر معلم تاريخي في القطيف، ويعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وبناه العمالقة الكنعانيون. وتساءل السلهام عن الوعود التي أطلقتها هيئة السياحة والآثار على مدى العامين الماضيين، وكذلك بعض الجهات الأخرى بإعادة بناء العين من جديد وتأهيل الموقع، مستغرباً كيف يتصدى المجلس البلدي وحيداً فريداً للمطالبة بالحفاظ على هذا الأثر وبقية الآثار بمحافظة القطيف، رغم وجود جهاز للسياحة والآثار بالمنطقة الشرقية ومن المفترض أن يبادر قبل عامين لإعادة بناء العين. الجدير بالذكر أن «الشرق» نشرت وعلى مدى عامين سلسلة تقارير عن حادثة إزالة المعلم الأثري، وتضمنت التقارير تصريحات ووعود من قبل عدد من المسؤولين لإعادة بناء المعلم، وكذلك مناشدات من الأهالي والمهتمين بضرورة إعادة تأهيل الموقع، إلا أن شيئاً لم يحدث حتى الآن.