أفرجت إسرائيل في الساعات الأولى من صباح أمس عن 26 سجينا فلسطينيا قبل أيام من الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة لدفع الجانبين للتوصل إلى اتفاق إطار للسلام. وهذه هي المجموعة الثالثة من 104 فلسطينيين يقضون أحكاما بالسجن لفترات طويلة وافقت إسرائيل على إطلاق سراحهم في إطار مساع تقودها الولاياتالمتحدة أحيت في يوليو الماضي محادثات السلام بعد توقف استمر ثلاث سنوات. وكان مسؤول إسرائيلي قال يوم الجمعة الماضي إنه سيتم بعد الإفراج عن السجناء إعلان خطط لبناء 1400 منزل للمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربيةالمحتلة. ومعظم السجناء الذين أطلق سراحهم اليوم كانوا أدينوا بقتل إسرائيليين وجميعهم تقريبا أودعوا السجن قبل اتفاقات السلام المرحلية الإسرائيلية الفلسطينية التي وقعت قبل عشرين عاما. واستقبل السجناء لدى خروجهم من سجن عوفر بالضفة الغربية استقبال الأبطال في حين وقف إسرائيليون بالقدسالشرقية يعبرون عن احتجاجهم على قرار العفو. واستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس المفرج عنهم في مقر إقامته في رام الله. وقال «نعدكم أنها لن تكون المرة الأخيرة وإنما ستكون هناك دفعات من الأبطال تأتي كل فترة إلينا وفي القريب العاجل إن شاءالله.» وحمل جمال أبو محسن الذي حكم عليه بالسجن المؤبد عندما كان عمره 18 عاما على خلفية قتل مستوطن الذي قضى 23 عاما في السجن رسالة من الأسرى تدعو إلى الاهتمام بهم والتضامن معهم. وقال «هناك 5000 أسير يطالبون بأن يبقوا في سلم الأولويات ويكفي تقصيرا في حقهم». وتوجه ثلاثة من المفرج عنهم إلى ديارهم في قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وكان أيضا في استقبالهم المئات. وقبل ساعات من الإفراج عن السجناء قام عشرات الإسرائيليين بمسيرة تجاه منزل أحد السجناء بالقدسالشرقية رافعين مظلات سوداء وصورا لقتلى أو جرحى سقطوا في هجمات. وقال أحد المتظاهرين «الإفراج عن إرهابيين باسم السلام أشبه بسكب البنزين على النار من أجل إطفاء الحريق. سينفجر المزيج في وجهك». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف إن الإفراج «خطوة إيجابية للأمام» في حين ذكر مسؤولون أن كيري سيتوجه إلى المنطقة اليوم الأربعاء للقاء عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وكان كيري حدد هدفا يتمثل في التوصل لاتفاق خلال تسعة أشهر. وهو يريد أن يتفق الجانبان على اتفاقية إطار تتيح إجراء محادثات لعام آخر مما يؤدي في النهاية إلى معاهدة سلام. لكن لا توجد في الأفق دلائل تؤشر إلى حدوث تقدم.