دعا رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي قوات الجيش العراقي إلى الانسحاب من مدينة الأنبار غرب العراق. وقال المالكي، في بيان صحفي، إن الحكومة استجابت بالتعاون مع الحكومة المحلية وشيوخ القبائل ورجال الدين بالدخول إلى ساحة الاعتصام وإخلائها سلميا بحيث لم ترق قطرة دم واحدة وهو عمل يدل على حكمة القيادة الميدانية وجهد العشائر والشرطة المحلية. وأضاف :"أشيد هنا بما قام به السيد وزير الدفاع والسيد محافظ ورئيس مجلس المحافظة وكل أعضاء الحكومة المحلية والقادة الميدانيين الذين أشرفوا على هذه العملية والآن لتتفرغ القوات المسلحة لإدامة زخم عملياتها في ملاحقة أوكار القاعدة في صحراء الأنبار ولينصرف الجيش إلى مهمته مسلّما إدارة المدن بيد الشرطة المحلية والاتحادية بعد هذا النجاح". وذكر :"نوجه جهد الوزارات كافة لتوفير الخدمات المطلوبة وإصلاح الخط السريع الذي نسفت القاعدة جسوره وتوفير الحماية اللازمة للمسافرين وفتح الحدود الدولية على مدار الساعة أمام حركة المسافرين والبضائع والتواصل مع دول الجوار لتعود الحياة وينتعش الاقتصاد، والاستماع الجاد لمطالب أهل الأنبار المشروعة التي يجب أن نسمعها منهم وليس من الذين لا يريدون تنفيذها ولا يرون حلا لهذه الأزمة". وكان إخلاء القوات العراقية لساحة الاعتصام قد تسبب في اندلاع اشتباكات مسلحة جرت اليوم الثلاثاء في مناطق متفرقة في مدينة الأنبار بين القوات العراقية والعشائر فيما فرضت القوات العراقية إجراءات أمنية على أقضية ونواحي الأنبار لمنع اتساع رقعة العنف، حسبما ذكرت محطة تلفزيون " الفلوجة" في وقت سابق اليوم. وأوضحت أن "قوات الجيش العراقي مازالت تنتشر في شوارع مدينة الأنبا وتفرض إجراءات أمنية مشددة" وأن "مواجهات عنيفة تجري حاليا في بلدة راوة على خلفية خروجهم في مظاهرات لنصرة أهالي الأنبار". وذكرت أن "أهالي مدينة الأنبار يعانون صعوبات جراء إغلاق الأسواق والأماكن التجارية فيما نزحت بعض العوائل من مساكنها". وقد أطلقت الحكومة حملتها في الأنبار بعد مقتل 16 عسكريا من بينهم اللواء الركن محمد الكروي، في هجوم وقع في 21 كانون أول/ديسمبر الجاري على يد مسلحين يشتبه بصلتهم بتنظيم القاعدة . من جهة أخرى، قتل خمسة من رجال الشرطة اليوم الثلاثاء وأصيب ثلاثة آخرون في هجمات منفصلة استهدفت قوات الأمن في مدينة بعقوبة (60 كيلومترا شمال شرق بغداد ) حسبما قال مسؤولون في الشرطة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). ووفقاً لتقديرات الأممالمتحدة، قتل 659 شخصاً في هجمات في العراق في شهر تشرين ثان/ نوفمبر وحده .