انتشر مقطع طفل صبيا اليتيم والذي صوره معلمه حيث إن الأول كان يبكي وخرجت منه عبارات توسل واستجداء بأنه سيحل الواجب في المنزل، لم ينتهِ المقطع، حتى أنشأ مغردون وسماً (هاشتاقاً) في تويتر يطالب بمعاقبة المعلم، قرأت غضب وثورة الناس على هذا السلوك، بالنسبة لي لم أشارك بشيء، لماذا؟؟ لأننا شاهدنا جزءاً من الصورة، والمعلم لم نسمع منه شيئاً، لكن الغريب في الموضوع أن وزارة التربية والتعليم فتحت آذانها فجأة – ونحن كمعلمين بُحّ صوتنا وجفت أقلامنا وهرمنا لانتقادات ومطالبات ولا مجيب- واستجابت لأصوات ومطالبات المغردين وقامت باستجوابه ومعاقبته فوراً وتحويله إلى موظف مكتبي.. لم تمض إلا بضعة أيام حتى سمعنا مشاركة تليفونية للمعلم في برنامج كان مذيعه على ما أظن قد أقسم أن يقضي على معلمي الأرض كلهم!! ورغم أسلوب المذيع «المحققاتي» تحدث المعلم وقال كلاماً لا يخرج إلا من معلم عصرته التجارب، فمشكلة الطالب أنه كثير البكاء بسبب وبدون سبب، وقام زملاؤه المعلمون بأنواع الحلول معه وفشلوا، حتى جاء المعلم المسكين وشطح- وكبا في حله، لكن لم تُقل عثرته ولم يُعط أي فرصة، والمقطع صوّره لغرض شخصي وانتشر بطريقة عشوائية وبدون علمه، لنرجع قليلاً إلى المغردين، جزء كبير منهم تدفعه العواطف والعواطف فقط، لذلك عزيزي القارئ لا تخدعك الوسوم المنتشرة هنا وهناك ، فلا يوجد فيها إلا ماجاء في باب (دموع التماسيح). بعد ذلك القرار المبالغ فيه والمجحف بسحب وشاح التدريس والتعليم من ذلك المعلم، قال لي صاحبي وزميلي في التعليم، إنه الآن لا تخرج الكلمة من فيه إلا وقد حسب لها ألف حساب، ولو حصل وقال كلمة وشعر أن فيها نسبة 1%تجرح فيها مشاعر الطالب الذي أمامه وتتسبب له بمشكلات تراكمية ترسبية تظهر عليه مستقبلاً، فإنه يسأله في الحال : عزيزي الطالب هل جرحت مشاعرك؟؟ فإذا قال: لا، تنفّس الصعداء، وإذا قال: نعم، فإنه يكون في حيص بيص، ويترك المنهج جانباً ويضرب بالحصة والشرح عرض عرض (لا يوجد خطأ مطبعي استخدمتها مرتين) الحائط، ويجعل بقية الدرس في محاولة ترميم مشاعر وأحاسيس الطالب المجروح (لماذا شعرت لوهلة أني أكتب موضوعاً في منتدى رومانسي ؟؟) حتى إذا رضي وسامحه سجد شكراً لله على هذه المنحة الإلهية.. أما أنا فتوجهت إلى القبلة وكبّرت على التعليم أربعاً، منتظراً ميلاد وبعث تعليم جديد، فهل يكون ؟؟