إلى متى يظل خصوم حزب الله واللبنانيون بصفة عامة أهدافاً بشرية مشروعة لآلة القتل التي يمتلكها حزب الله؟ إنه مسلسل إخضاع اللبنانيين لإرادة الحزب وحليفه في سوريا نظام بشار الأسد، والهدف هو إسكات كل صوت يمثل المقاومة المدنية اللبنانية في مواجهة المشروع الإيراني، بدأ المسلسل بمحاولة اغتيال النائب اللبناني مروان حمادة في 2004 وبعدها بعام قتلوا رئيس الوزراء رفيق الحريري. ومنذ ذلك الحين، نالت تفجيرات واغتيالات من تسع شخصيات سياسية وإعلامية مناهضة لدمشق، بالإضافة إلى ثلاث شخصيات عسكرية وأمنية، اثنتان منها محسوبتان على تيار سعد الحريري. ويوم الجمعة الماضي، اغتيل السياسي المعروف بمناهضة الأسد، محمد شطح، بعد ساعات من نقدٍ لاذع وجهه لحزب الله متهماً إياه بمحاولة مصادرة القرار السيادي للدولة اللبنانية سياسياً وأمنياً في محاولةٍ للعب الدور الذي كان يضطلع به النظام السوري قبل اغتيال رفيق الحريري. اغتيال شطح هو استمرار لمسلسل تغييب الأصوات المعتدلة، إيران تسعى إلى تنمية التطرف في لبنان، حينما يواصل حزب الله اعتداءاته سينمو التطرف تلقائياً لدى الأطراف الأخرى، حينها سيقدم حلفاء إيران أنفسهم باعتبارهم الصوت الأكثر اعتدالاً على الساحة اللبنانية، إنهم يسعون إلى الضغط على الآخر وإرغامه على التطرف ليبرروا لأنفسهم الإبقاء على ترسانة الأسلحة التي بحوزتهم وليعسكوا للعالم مشهداً مفاده أن سقوط الأسد في سوريا يعني غلَبة المتطرفين في دمشقوبيروت. هي حرب على المشروع اللبناني الوطني، والمطلوب لإنقاذ بيروت هو تشكيل حكومة مقاومة مدنية لبنانية تواجه المشروع الإيراني، حكومة تقضي على محاولة عودة الاحتلال السوري وترفض أن يكون لبنان أسيراً للحرس الثوري الإيراني. وإذا كان تشكيل هذه الحكومة مسألة صعبة نظراً للرفض المنتظر من حزب الله، فإن التعويل سيكون على تشكيل الرئيس المعتدل ميشال سليمان ورئيس الوزراء المكلف تمام سلام حكومة «أمر واقع» لحماية اللبنانيين.