«الأفكار» قوة تستطيع إحداث تغيير ملحوظ، فهي بداية الانطلاقة لإنجازاتٍ تطال السحاب أو تكاد، وهي وليدة رحم عقل متميّز، يستطيع جمع المعلومات، وتنظيمها والربط بينها، ثم يستخلص حلا لمشكلة ما، ويبرزها بفكرة مُستحدَثة. وبما أن الأفكار هي الأساس الذي تقوم عليه الأعمال التنفيذية، فهي بحق تعتبر أهم ركيزة في العمل؛ ولولاها لما بدأ شيء وما كان. والأشخاص المفكرون هم ثروة حقيقية لأي مجتمع، إذا تم استثمار أفكارهم الوليدة، لتصبح حقيقة على أرض الواقع. ومجتمعنا يزخر بالمبدعين، بغض النظر عن أعمارهم أو مستواهم التعليمي، فالإبداع ملكة لا يحددها سن أو شهادة. ولكن، كم من شخص وُئدَتْ فكرته في ذهنه، أو أصبحت حكاية يرويها على لسانه بين الأصحاب، ويتمنى أن يجد من يتبناها، وسكنت أركان الماضي، وعلاها غبار النسيان. فلماذا لا يتم إنشاء خط هاتفي (ساخن) للمبدعين، أو من لديه أفكار تخدم شتى المجالات، ويقف خلف هذا الخط نخبة من المختصين، فلربما كانت فكرة ما بداية لحلول عجز عن الإتيان بها عقل أصحاب الكراسي. نحن بحاجة إلى تحريك مناجم العقول، التي يزخر بها مجتمعنا المعطاء، ولا يحتاج ذلك إلا إلى تسهيل مهمة الوصول لعرض أفكار العقول المنيرة دوما، التي تحتاج إلى من يسمعها ويشجع على ظهورها إلى النور.