يصف الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر هذا الكتاب بأنه إحدى حلقات الوصل المفقودة في قصة العالم المترابط حيث يظهر الأثر الذي خلفته الحضارة الإسلامية وإنجازاتها عبر المشرق والمغرب. ويذهب مدير مكتبته الشهيرة ادوارد ا. وايدمر الى القول ان كتاب «تاريخ ضائع» هو هدية منحنا اياها مايكل مورغان تمكننا من استعادة تاريخ ظل ضائعاً لحقبة طويلة من الزمان وعلى حد قوله هو كتاب ينبغي قراءته على كل شخص يساوره شك في ان الواقع الحقيقي للتاريخ انما ينطوي على ماهو اكثر وأعمق من التعبير المتهاوي ل «صدام الحضارات». وفي التصدير يكتب الملك عبدالله الثاني بن الحسين مشيراً الى اشكالية خطيرة وهي انه «على رغم ان المرء يستطيع ان يفرق بكل سهولة ويسر بين كلمتي المسيحية والعالم المسيحي إلا انه في اللغات الغربية لا يظهر هذا التمييز بين كلمتي الإسلام كديانة والحضارة الإسلامية». وعند جلالته كذلك انه في اثناء هذه الفترات العصيبة التي نعيشها الآن يسهل نسيان التراث الفكري والثقافي العظيم الذي صنعه الإسلام، فعبر التاريخ الإسلامي الذي تعدى 1400 عام منح المسلمون للعالم قمماً عظيمة في فروع الفنون والعمارة والشعر والفلسفة والعلوم وكلها كانت تتغذى على تعاليم القران مستمدة روحانيته محاطة بمناخ من الورع والتقوى نابع من قلب هذا الدين وما كانت هذه الإنجازات الفكرية والثقافية للإسلام غائبة عن أوروبا لا سيما عن الفلاسفة والعلماء والشعراء والموسيقيين اليهود والمسيحيين بل ان علماء اللاهوت انفسهم قد نهلوا من إنجازات علماء الدين المسلمين. و«مايكل هاملتون مورغان» ديبلوماسي أميركي سابق وهذا ما يرسم اولى علامات الاستفهام حول السبب الذي يجعله يبحث في التاريخ الضائع لهذه الحضارة عوضاً عن ان ينساق لأطروحات نهاية التاريخ وصدام الحضارات ويذهب في نهاية الأمر كله الى تأسيس منظمة NEW FOUNDATION FOR PEACE وهي مؤسسة غير هادفة للربح تعزز التفاهم بين الحضارات وتدعم مفهوم القيادة عند الشباب. على انه قبل الجواب يجدر بالمرء ان يقف على مفهوم الضياع عند هاميلتون معناه ومغزاه في طول وعرض وعمق التاريخ الإنساني كمفتاح لفهم هذا العمل الجليل... ماذا عن ذلك؟ يرى المؤلف ان الضياع هو إحدى السمات المميزة للتجربة الإنسانية، فما من شيء داخل هذا العالم يدوم ويبقى وقد يعتري ذكرى ما ضاع الكثير من المشاعر النبيلة ومشاعر الألم. والتاريخ يخبرنا ان الحضارات تزدهر وتموت وتختفي وفي بعض الأحيان تتجرع سكرات الموت ببطء وفي فترات أخرى كما هي الحال مع حضارة روما وغيرها تجد هذه الحضارة اصداء لها وتبعث مرة أخرى داخل حضارة جديدة وثقافات اخرى. بيد ان ضياع الذكرى لحضارة كاملة امر مؤسف ومأسوي وخطير ويرجع ذلك الى ان كل حضارة مهما كانت عظيمة أو معيبة فهي في النهاية عبارة عن مختبر لأفكار ومثل إنسانية وأحلام وكوابيس ونستطيع ان نستخلص الكثير من الدروس المستفادة من كل ذلك. وفي عودة الى الظروف التي دفعت الديبلوماسي الأميركي للغوص في عمق اعماق الحضارة الإسلامية، نجد انه وبعد مرور أيام عدة من وقوع احداث 11 أيلول (سبتمبر) عام 2001، طلب اليه ان يكتب خطبه لواحدة من أشهر كبار المديرات التنفيذيات الأميركيات في مجال الأعمال. والمثير الى حد العجب ان الموضوع الرئيسي كان ينبغي ان ينصب على اعمال هذه السيدة ومجال الصناعة الذي تعمل فيه إلا أنه بسبب حالة الحزن العامة التي كانت تهيمن على الأجواء السائدة في البلاد لم يكن من اللائق - على حد قوله - تجاهل ذلك الحدث الذي وقع لتوه. والمؤلف يعد من اصحاب النيات السليمة فبدلاً من أن يذهب مذهب برنارد لويس وجماعات الشتراوسيين بكراهياتهم الضاربة الجذور تجاه كل ماهو ومن هو إسلامي نراه يجعل من المناسبة محاولة لتجسير الهوة المخيفة التي تفصل ما بين المسلمين وغير المسلمين وذلك من خلال احياء العظمة التي القى بذورها العالم الإسلامي والمعاني العميقة التي خلفها. والشاهد ان هاميلتون وعوضاً عن ظلامية المشهد الذي كان يغلف الأجواء الأميركية قرر ان يجعل من تلك الخطبة ومضة ضوء عبر التاريخ المذهل كما يسميه لهذا العالم الإسلامي والذي يقول عنه: «اكتشفته من خلال قراءاتي وأبحاثي فقد كان تاريخاً يزخر بالاختراع والإبداع والأفكار العظيمة ويعزز قيم التسامح والتعايش»، ويضيف: «تاريخ يعج بالإنجازات الفكرية أكثر من أوروبا المسيحية ففي هذا الوقت تاريخ عاش فيه المسيحيون واليهود والهندوس والبوذيون معاً يعملون ويزدهرون». غير ان المفاجأة الصادمة التي يشير اليها هاميلتون تتمثل في اعترافه بأن جل اهتمامه عبر تلك «الخطبة» كان لفت نظر الأميركيين وإثارة شيء من النقد في مواجهة تقديم كبش فداء فكري جاهز هو «الإسلام» عوضاً عن البحث العميق والدقيق في الدوافع والمنطلقات التي قادت الى نهار الثلاثاء الأسود. لكن ما لم يكن يتوقعه هو ان يكتب المسلمون انفسهم من شتى ارجاء العالم لصاحبة الخطاب راغبين في معرفة تلك الرموز الفكرية التي أشارت اليها في كلمتها وكيف يحصلون على المزيد من المعلومات وفي هذه الملاحظة ادانة شديدة للحالة الفكرية والثقافية التي وصل اليها العرب والمسلمون بسبب الجهل المطبق بتاريخ حضارتهم الضائع بل والمضيع من جراء عدم حفظهم له واهتمامهم بإحيائه وهذه قصة أخرى. لاقت رحلة هاميلتون عناء شديداً ونقداً عالياً بداية من جانب بعض الأميركيين الذين رأوا انه ركز على الجانب المضيء من حضارة بالغة التعقيد وتناسى صفحات سلبية كثيرة فيها وقد كان رده منطقياً وهو انه في حال حتمية النظر من خلال تلك العدسة فإنه يجب ان تتضمن الحضارة الغربية القائمة اليوم الى جانب افكار فولتير وتوماس الأكويني اعمال ومعتقدات رجال من امثال هتلر وستالين. أما على الجانب الإسلامي فلم يسلم كذلك من التقريع إذ ذهب بعض الراديكاليين الى القول بأنه سعى إلى تعظيم وتمجيد مجموعة من العلماء المسلمين المهرطقين الذين يستحقون التعتيم عليهم او نسيانهم. والشاهد ان هاميلتون يضع يده على مفتاح تلك الحضارة العريقة وكيف قدر لها ان تنجب مبدعين من مسلمين ويهود ومسيحيين ومن اللادينيين وذلك من خلال منظومة العقول المبدعة المنفتحة وهم يشبهون الى حد كبير العلماء في وقتنا الحاضر فكل منهم تدرب ودرس في مجاله مشككاً في الفرضيات بغية الوصول الى الحقيقة العليا. وعلى رغم أن أفكارهم كانت مشبعة بروح فلسفاتهم ومعتقداتهم فالقليل منهم كان من اصحاب العقول المتجمدة غير العلمية وكان مسعى العلماء في الحضارة الإسلامية دافعاً للحكام لدعم التفكير الحر والعلوم التجريبية. وفي سياق ذكر الحقيقة كاملة غير منقوصة يشير هاميلتون الى الكبوات التي صادفت تلك الحضارة فهي كعمل بشري لا يمكن ان يتمتع بكمال مطلق ذلك ان الولع بالعقل والفكر عند العرب والمسلمين قد تعرض للكثير من الهجوم المتزايد مع بداية القرن التاسع وكان احد هذه الخلافات هو ذلك الذي نشب بين «أصحاب المذهب العقلي» من المسلمين الذين آمنوا بأن اكتشاف الحقيقة الإلهية أمر يدركه أولو الألباب وبين اصحاب المنهج الحرفي «الذين تمسكوا بالمعنى الحرفي من أفعال وأقوال الرسول (صلى الله عليه وسلّم)». وبين ثنايا الكتاب يؤكد المؤلف انه لا يود فقط إماطة اللثام عن التاريخ الضائع بقدر ما يتطلع لأن يلقي الضوء على ما توصل اليه الخليفة المأمون حين قال: «إن العقل والدين أمران لا ينفصلان احدهما عن الآخر» وأن اتاحة قدر من الحرية للفكر وإطلاق العنان للإبداع الإنساني بوسعه ان يفعل المعجزات بما في ذلك إحلال السلام. هل كتاب «تاريخ ضائع» كتاب عن الدين الإسلامي أو عن أي دين آخر؟ يرى صاحب الكتاب انه يتناول حضارة كان للإسلام فيها دور رائد وأنه لا يتحدث عن الدين الإسلامي أو أي دين آخر كما لا يتحدث عن اللاهوت أو أي عقيدة دينية. ويؤصل لإشكالية عدم الفهم المتبادل من خلال الإقرار بأن السواد الأعظم من الغربيين - والأميركيين بخاصة - لا يعرف تفاصيل التاريخ الإسلامي بسبب حواجز اللغة وانقضاء العديد من القرون وكذا الإشارات المبهمة عن أسماء وأماكن وأحداث لا نعلم عنها شيئاً، إضافة الى السرد المتعجرف لتاريخ أوروبا والذي يعزى لها الفضل في كل شيء في عصر النهضة وفي كل أشكال التقدم الذي حدث بعد ذلك، ومن ناحية أخرى فإن المسلمين التقليديين المتزمتين يستأصلون شأفة نظرائهم من اصحاب النظريات غير التقليدية كما ان عمليات إحراق الكتب وتدمير المكتبات عبر التاريخ قد ساهمت هي الأخرى في تعزيز الجهل الغربي بالتاريخ الإسلامي. وإذا كان كتاب «تاريخ ضائع» يهدف الى مناوشة فكرية راقية رائقة مع القارىء العادي لا الأكاديمي فإنه ومع ذلك قد قدم رؤية تحليلية إجمالية وإن مختصرة للتيارات والمقاربات المختلفة التي تعاطت عبر القرون الماضية مع الإسلام والمسلمين وقد قسمها الى خمس قراءات. الأولى: هي مجموعة المستشرقين الذين أزاحوا التراب عن تاريخ الفكر الإسلامي وأخرجوه الى حيز النور، ويرى هذا الفريق ان العالم الإسلامي مر بمرحلة الإبداع الفكري بالتحديد من عام 800 حتى 1200 م ويشير الى الدور الذي لعبته الترجمات الإغريقية الى اليونانية ثم الى العربية ومنها الى أوروبا، وفي ما بعد وبسبب هجمات المغول والاضطرابات الداخلية تخلفت الدول الإسلامية عن بقية دول العالم. الثانية: هي قراءة تيار المحافظين الجدد والتي سادت منذ أحداث الحادي عشر من أيلول واتخذت منها منطلقاً لتاكيد رؤيتها وفيها ان العرب يمثلون 17 في المئة فقط من اجمالي مسلمي العالم وأن حضارتهم مملوءة بعناصر تتناقض مع الحرية الفكرية والتقدم الاجتماعي والعلمي والديموقراطية الليبرالية. الثالثة: ويطلق على اصحابها «معسكر العلوم المبتدئة» وتذهب هذه المجموعة الى انه حتى القرن الخامس عشر كانت علوم وتكنولوجيا المسلمين تفوق مثيلاتها في أوروبا وقد تسرب الكثير من مظاهر التقدم هذه الى أوروبا إبان القرون الوسطى واضعة نواة النهضة الأوروبية القادمة ولكن ما حدث من اضطرابات داخلية في العالم الإسلامي ومن ظهور معوقات خاصة بهذه الثقافة علاوة على تزايد الأزمات الاقتصادية والمناخية، أدى الى عدم مقدرة المسلمين على اللحاق بركب العلم الحديث مثل الصين والهند وهو ما قامت به أوروبا. الرابعة: وهي خاصة بقراءة المفكرين الليبراليين والذين لا يرون في مثل وقيم الدين الإسلامي عائقاً أو مقوضاً لتقدم العالم الإسلامي بل على العكس من ذلك فهي التي ساهمت في أحداث تقدم في العلوم والتكنولوجيا والمجتمع المدني وتتمثل هذه المنظومة الأخلاقية في الرغبة الصادقة للنهل من المعرفة ومساواة جميع البشر امام الله وقد انتقلت لاحقاً الى أوروبا ولهذا ربما يذهب بعض هؤلاء الى ان الحضارة الأوروبية اليهودية - المسيحية ينبغي ان تضاف الى توصيفها كلمة إسلامية أيضاً. الخامسة: والتي يطلق عليها هاميلتون معسكر «أنصار الإسلام» على رغم ان اتباعها هم عدد قليل من السلك الأكاديمي وتذهب هذه المجموعة الى ان المسلمين اخترعوا تقريباً كل المظاهر الحديثة للعلم والطب والتكنولوجيا والنظام الاجتماعي الا انهم قد سلبوا حقهم اذ ان كل هذا لم ينسب اليهم. وعلى رغم ان الكتاب لا يتحيز لأي من القراءات او المدارس السابقة الا انه يعبر بوعي كامل عنها جميعاً ولم يكن الهدف من سردها وعرضها التعبير عن موقف ما وسط هذه المناظرة الأكاديمية البحتة بقدر ما مضى في طريق توضيح الخطوط المبهمة في تاريخ العالم الإسلامي والتمسك بالحقائق الراسخة مع اعادة اهم الشخصيات والأحداث الى الحياة واستحضار الماضي المسلم المغمور والغامض والبعيد وإظهار كيف ان الأحداث والأفكار التي مضى عليها ألف عام لا علاقة لها مباشرة بحياتنا اليومية. وخلافاً للمؤلفات التاريخية التي تميل الى التركيز على المفكرين والمخترعين في ما يسمى بالعصر الذهبي للعرب والذي يشمل أيضاً بلاد فارس وإسبانيا في الفترة الزمنية من عام 632 وحتى 1258 م انتهاء بسقوط بغداد فإن هذا الكتاب يركز على الكثير من العصور الذهبية للفكر الإسلامي بما في ذلك آسيا الوسطى وتركيا العثمانية والهند المغولية حتى القرن الثامن عشر. ويبقى التساؤل هل كان بمقدور كتاب «تاريخ ضائع» ان يلم بالتفاصيل الهائلة والفوارق المعقدة لحضارة ألف وأربعمئة سنة والتي تتجسد في كيان يربو على بليون ونيف مسلم على وجه البسيطة؟ بكل تأكيد، لم يكن ذلك أمراً وارداً فتعيين اسم كل عظيم والإلمام بكل حدث تاريخي في سياق التطور الطبيعي للعالم الإسلامي عبر اربعة عشر قرناً هو امر يفوق مقدرة عمل فردي مهما خلصت النيات غير انه نجح في اظهار شكل ومعنى ووجه حضارة قديمة دائمة التطور يقول المؤلف: «إنها تمسنا جميعاً». والخلاصة التي يدركها هاميلتون في تواضع محبب وموضوعية عالية نادرة الوجود في عالم الصراعات الإيديولوجية المتحاربة هو ان ما يطفو على السطح من خلال سبر غور تلك الحضارة يجعلنا جميعاً مسلمين وغير مسلمين ندين بالامتنان العميق لهؤلاء الفرسان من الماضي البعيد الذي تحلوا بالشجاعة في معظم فترات حياتهم ولا ينكر ان القسوة أيضاً قد صاحبتهم في أوقات أخرى وربما حادوا عن الصواب مرة ثالثة. على ان الحضارة الإسلامية بمكوناتها المختلفة تبقى جزءاً من الحضارة العربية بنفس القدر الذي تختلف فيه عنها وأن الكثير من الصراعات التي تملأ عناوين الصحف الآن لها سوابق ومثيلات في مناظرات وخلافات وقعت منذ ألف سنة مضت. ولعل الدعوة «الفوق إيجابية» ان جاز التعبير التي يدعو لها الكتاب تتمثل في انه يفتح باب الفهم والإدراك والحوار واسعاً بما يزيد شعور غير المسلمين بالاحترام تجاه فهم من يطلق عليهم «أولاد عمومتهم» المسلمين وهذا تعبير جديد في طرحه وليس في مضمونه لا سيما أنه ظل قاصراً على العلاقة بين اليهود والمسلمين ولم يدع اليه كاتب غربي على هذه الصورة الشعبوية من قبل ويؤكد ان الفهم المتبادل للإرث الحضاري الثقافي هو حائط صد امام الفتن ومؤامرات السياسات وعناوين الصحف المغرقة في يمينيتها في الغرب في الآونة الأخيرة. وعلى الجانب الآخر يحمل دعوة للمسلمين يستحثهم على قراءة ماضيهم بعمق والتوقف للتأمل أمام الإسلام وكيف كان دعوة للإبداع لا للاتباع وللابتكار لا للانغلاق وكذلك للتسامح وتنوع الفكر والسلوك سواء على مستوى الحياة الاجتماعية او الفردية. ويلمس القارىء المتفحص لكتاب «تاريخ ضائع» دعوة مماثلة لتلك التي أطلقها من قبل البروفيسور الأميركي جوزيف ناي حول «القوة الناعمة» وكيف أنها أفضل السبل للولايات المتحدة الأميركية في القرن الحادي والعشرين للوصول الى قلب وفكر العالم. كذلك، فإن مايكل هاميلتون ينحو بدوره للقول بأن استعادة التاريخ الضائع مدخل لفهم قضايا اليوم والتي لا يمكن حلها بالقوة وإن كان هناك درس واحد اجدى بالتعلم من «التاريخ الضائع» فهو ان القوة نادراً ما تحل قضايا الروح والنفس في شكل ايجابي سواء كانت فردية او حضارية ولهذا فإن الكتاب يفتح باب الحوار موضحاً الى أي مدى ندين لعبقرية الماضي وكم نحن في حاجة من خلالها لبداية عملية سلام للعقل والقلب والروح في عالم هائج مضطرب مملوء بالافتراق عوضاً عن الوفاق. * كاتب مصري