"أنا لا أخشى على الإنسان الذي يفكر وإن ضل لأنه سيعود إلى الحق، لكني أخشى على الذي لايفكر وإن اهتدى لأنه سيكون كالقشة في مهب الريح" - الغزالي دائماً ما تجول في خواطرنا بداية كل سنة تلك الأفكار والمشاريع المراد تنفيذها، فالبعض يحقق كما ينبغي والبعض الآخر يبقى حلماً. بداية فتح الرزنامة تشعرنا ببداية فتح باب ذلك العقل المتشعب والمتزاحم بالأفكار، لا أؤمن بمقولة هناك شخص أذكى من شخص ولا مجتمع أفضل من مجتمع، ولكن هناك أناساً هوايتها المساهمة في قتل فكر غيرها وأخرى تحرض عليه. إن العالم الإسلامي أنتج أعظم العقول العلمية ويؤسفني في هذا القرن أن الإنتاجية أُهفتت كرذاذ الثلج، هل حقاً مايقال : " إن الغرب يدعمون الفاشل كي ينجح ونحن نحارب الناجح كي يفشل " ! عقلي لايريد تصديق تلك المقولة التي انهالت عليه كعاصفة تجول في مخيلتي كما الهذر المعقد. صغارنا المبدعون، أجيال المستقبل، نوابغ العصر القادم بحاجة لإشباع دواخلهم بالتشجيع المستمر إلى حين مرحلة النضج وبعدها تنمو تلك الرغبة إلى مابعد الانجاز وإتقان العمل وإنهائه كما ينبغي. إننا وبجميع المراحل نحتاج للتطوير المستمر وللإلمام بكل ماهو جديد ولمحطات مختلفة تسيرنا إلى حيث مرادنا في هذه الحياة لنسمو نرتقي ثقافياً وفكرياً. الإنسان ملك المعرفة حين يعطي عقله حقه، وبذلك دليل على تفضيل الله له عن سائر المخلوقات، المعرفة نطاق واسع إنها العقل و العلم والادراك والوعي والحس والوجدان و.. و .. وبتشعبات كل جزء منها. نظرية المعرفة لها جذور في الفلسفة الاسلامية إلا أنها لم تبحث بصورة مستقلة كما هي متداولة في العالم الغربي إلا في الآونة الأخيرة. إنني الآن بداية العشرينات أميل منذ الصغر لحب القراءة والاطلاع ولتدوين افكاري بمقالات صغيرة وكل له ميوله الخاص الذي سيكبر سنة بعد سنة ومتيقنة قلمي سيكبر مع عمري وبإذنه تعالى بعد كل سنة يسمو للأفضل إلى أن يصل للنور المضيء في نهايته، وذلك بالطبع مع محاولة تجديد الفكر والمعرفة وتنوع الاطلاع. حياتنا محطات مختلفة لعلنا نجعلها: منجزة ... ملهمة... مبدعة .. وفريدة من نوعها. صدق المتنبي حين قال: ذو العقل يشقى بالنعيم بعقله وأخوالجهالة في الشقاوة ينعمُ