بعد إغلاق عدد من المقاهي التي تقدم الشيشة، وهروباً من الروتين اليومي المتكرر، أصبحت الديوانيات التي تقدم القهوة العربية ملتقيات لعديد من الشباب وكبار السن، لاسيما مع دخول فصل الشتاء وبرودة الجو، التي تمنع كثيرين من التجمّع في الحدائق والمتنزهات، فمع رائحة القهوة العربية الأصيلة والتمر البلدي وجد كثيرون راحتهم في تلك الديوانيات مع الجلسات العربية وبيوت الشعر التي تغطي جدرانه. يقول عبدالله الدوسري: اعتدت على ارتياد الجلسات الشعبية، خاصة وأن التكلفة معقولة مقارنة بالمقاهي المشهورة والتي تقدم أنواعاً من القهوة الأجنبية المختلفة، لافتاً إلى أن تصميم المكان مريح للتجمع وبعيد عن الرسميات، وأضاف: إن ما يميز المكان دفئه في فصل الشتاء وبرودته في فصل الصيف. وأوضح جمال العبدالله أنه تعود على زيارة الديوانيات التي تقدم القهوة العربية بشكل شبه يومي، لاسيما وقت المباريات التي يحرص على متابعتها في جو مريح وبعيد عن الصخب والإزعاج، مستمتعاً برائحة العود التي تملأ المكان، بعيداً عن أدخنة مقاهي الشيشة والسجائر، مفضلاً شرب القهوة العربية والتمر وشاي الجمر لاسيما في أوقات الشتاء البارد، وقال: إن الأجواء الباردة أدت إلى عزوف الشباب للخروج للمتنزهات والحدائق فوجدوا ضالتهم في جلسات القهوة العربية التي معها يشعرون وكأنهم في إحدى الخيام أو بيوت الشعر. وقال عبدالعزيز الأنصاري أنه يفضل المجيء لجلسات القهوة مع أصدقائه وتبادل الأحاديث بعيداً عن أجواء البيت والأماكن الصاخبة وهروباً من مشكلات العمل وكسر الروتين اليومي، وأشار إلى أن أفضل مايميز المكان خلوه من رائحة الدخان الملوث التي تضايق الزائرين، وأضاف إنه في بعض الأحيان يأتي بمفرده ليستخدم الإنترنت الذي يوفره المحل مجاناً لزبائنه، ويبقى فيه إلى مابعد منتصف الليل. ويشبه محمد الغامدي المكان بمجلس البيت الذي تعود على المجيء إليه عند استقباله ضيوفه في محلات القهوة، مقدماً لهم القهوة العربية والتمر والطحينية أو الشاي والمكسرات في مكان مريح وهادئ وضيافة ممتازة. وأكد صاحب ديوانية الأصايل للقهوة العربية عبدالله يحيى: أن مايميز المحل ليس المكان فقط بل الجودة في القهوة العربية، الذي يحرص على اقتناء أفضلها، وقال ل «الشرق»: إن كثيراً من رجال الأعمال والمشايخ يفضلون الاجتماعات في الديوانية على مكان آخر، فلا يخلو أسبوع من أحد تلك الاجتماعات، وأضاف هناك نوعان من الغرف العادية والخاصة التي تكون مصممة بشكل أفضل، وبأحجام مختلفة تتسع من شخصين إلى 15 شخصاً في الجلسة الواحدة، وأن التكلفة تتراوح مابين 18 – 25 ريالاً في الساعة الواحدة للجلسة وتختلف حسب الطلبات، ودائماً ماتكون الساعة الأولى مجاناً، وقال: إن مختلف طبقات المجتمع تأتي للديوانية من سن 18 إلى 60 عاماً، مؤكداً على أن التدخين ممنوع في داخل المكان ومن أراد التدخين باستطاعته الوقوف خارج الديوانية ليدخن ومن ثم يرجع للمكان لحرصنا على أن يكون المكان خالياً من الجو الملوث. وأضاف قائلاً: بعد إغلاق عدد من مقاهي الشيشة استقطبت الديوانيات عديداً من الأفراد الذين غالباً مايكون هدفهم هو تجمعهم لتبادل الأحاديث، لاسيما أن الأجواء الباردة التي تمنع تجمعهم في الأماكن المفتوحة والحدائق، وأن كثيرين يفضلون زيارة الديوانية لكسر الروتين اليومي.