مكافحة المخدرات: نتدخل عند التبليغ من المستشفى أو المرضى الدكتور الزهراني: نعم.. مستشفى الأمل استقبل حالات إدمان لمرضى الدم المنجلي الدكتور العيثان: الدقة في تقنين كميات الدواء تحمي المريض من إدمان محتمل نشطت سوق سوداء في الأحساء، لبيع حقن المورفين والفاليوم، التي يتعاطاها مرضى فقر الدم المنجلي، بهدف تسكين الآلام التي يتعرضون لها جراء تعرضهم لنوبات تكسر حادة في الدم، التي يؤدي الإفراط في تناولها إلى الإدمان. وكشف ل»الشرق» عدد من مرضى «الدم المنجلي» في الأحساء، عن اضطرارهم دفع مبلغ ثلاثمائة ريال، للحقنة الواحدة، مقابل حقنهم بجرعات كبيرة من مادة «المورفين»، أو «الفاليوم» عند تعرضهم لنوبات ألم حادة، مؤكدين اضطرارهم للذهاب إلى مستوصفات ومستشفيات لشرائها رغم ضعف مستواهم الاقتصادي، بقيمة تتراوح بين مائتين إلى ثلاثمائة ريال، مفيدين أن تكرار حقنهم بها حولهم إلى مدمنين للمورفين والفاليوم. وكشف محمد عبدالعزيز أحد المرضى «23 عاماً»، مصاب بمرض الدم المنجلي، ويتلقى علاجه في مستشفى الأمير سعود بن جلوي، عن إدمانه لتعاطي حقن «المورفين» و»الفاليوم»، إثر تعرّضه لنوبات ألم حادة في فترات متقاربة، مفيداً أن عجزه التام عن تحمّل نوبة الألم، دفعه للقبول بأخذ جرعات متقاربة من حقن المورفين عن طريق الوريد، ما جعله مدمناً لها، ويضطر لدفع مبلغ ثلاثمائة ريال مقابل حقنة واحدة من المورفين، ويضيف محمد أنه أصبح مضطراً أيضاً لتمثيل الألم وأعراض النوبة للحصول على الحقنة. وذكر مريض آخر، طلال أحمد «25 عاماً»، أنه يتلقى جرعات كبيرة ومتتالية من «الحقن»، أثناء تنويمه في أحد مستشفيات الأحساء، وأنه بعد أن أدمنها لشعوره بالراحة التامة، والقضاء على الألم تماماً بعد تناولها، بدأ يسعى للحصول عليها بدفع ثلاثمائة ريال للحقنة الواحدة، من مستوصفات خاصة في الأحساء، لافتاً إلى أن المبلغ يرهق أسرته التي تعاني الفقر. ونفى مدير الشؤون الصحية بمحافظة الأحساء الدكتور عبدالمحسن الملحم ل»الشرق»، وقوع أية تجاوزات من قبل الأطباء في وصفات العقاقير الطبية للمرضى، مؤكداً أن الأطباء المختصين يتعاملون مع مرضى تكسر الدم المنجلي، حسب الأسس العلمية المتعارف عليها والبروتوكول الطبي المعد من قبل الأطباء المختصين، في مركز أمراض الدم الوراثية بالمديرية، للمرضى الذين يعانون من آلام شديدة نتيجة نوبات انسداد الأوعية الدموية، موضحاً أن معظمهم يحتاج إلى مسكنات قوية لآلام تندرج تحت مجموعة الأدوية المخدرة، أهمها عقار المورفين (narcotics)، الذي له تأثير نفسي مزاجي، بالإضافة إلى تسكين الآلام، كون هذه الأدوية خاضعة للرقابة، مفيداً بوجود سياسات وإجراءات دقيقة وصارمة، بحيث لا تسمح لأي ممرضة التصرف بها على انفراد أو التلاعب بها. من جانبه، أكد مدير شرطة مكافحة المخدرات العميد عبدالله الجميل وجود رقابة من مكافحة المخدرات على الأدوية بشكل عام، أما الرقابة على الأطباء من حيث تقنين وتقرير الدواء وجرعته المناسبة للمريض، فتدخل ضمن صلاحيات المستشفيات ومسؤوليتها، مشيراً إلى أنه في حال وقوع سوء استخدام للأدوية من قبل الأطباء، أو أحد العاملين في المستشفيات، وتبليغ إدارة مكافحة المخدرات بذلك، سواء من قبل المستشفى، أو حتى من المرضى، فالإدارة على الفور تقوم بالتدخل للتحقيق والتأكد من صحة البلاغ، واتخاذ اللازم. واستطلعت «الشرق» الرأي الطبي حول تأثير عقاريّ «المورفين» و»الفاليوم» على مريض التكسر، حيث أفاد استشاري العناية المركزة وأمراض الصدر الدكتور عبدالسلام العيثان أنه في حالة تعرض مريض تكسر الدم المنجلي لنوبة حادة، ينبغي للطبيب محاولة تخفيف الألم عليه بإعطاء المغذيات الوريدية والمسكنات ك»البنادول» و»البفيدين»، وآخرها «المورفين»، في حالة استمرار الألم، مضيفاً أن ذلك يتم بكميات مقننة جداً، حتى لا يقع المريض فريسة الإدمان، موضحاً أن «الفاليوم» مادة منومة، ويمكن أن تسبب الإدمان في حال الإكثار منها، وأن جميع الأدوية التي تحوي نسبة مخدرة، ينبغي أخذها بجرعات مقننة تجنباً لإدمانها، لافتاً إلى أن وقوع المريض في الإدمان لابد من معالجته سريعاً، لأن الإدمان سيزيد من معاناته الصحية. وحول إدمان مرضى تكسر الدم تناول المسكنات، أكد ل»الشرق» المشرف العام لمجمع الأمل للصحة النفسية بمدينة الدمام، الدكتور محمد علي الزهراني، عن ورود حالات إدمان لمرضى تكسر الدم وعلاجها في «مجمع الأمل»، مفيداً بعدم توفر إحصائيات دقيقة، لدى المجمع حول عدد مرضى تكسر الدم المدمنين من الأحساء، مشيراً إلى حاجة هذه الفئة من المرضى، إلى رعاية من قبل الفريق الطبي المعالج للحالة، واهتمام من قبل ذوي المريض. ويرى الزهراني أن مرضى التكسر الذين يُسيئون استخدام الأدوية هم من يعانون من مشكلات الإدمان، لترددهم المستمر على المستشفيات العامة وأقسام الطوارئ، بحثاً عن تخفيف الآلام التي يعانون منها، مما قد يسبب لهم سوء استخدام لبعض الأدوية مثل «المورفين» وغيره، مؤكداً أن تعاطي «المورفين» بشكل مستمر، يؤدي إلى الإدمان، بصفتها مادة مخدرة أخرى، ما يجعل المريض يسعى للحصول على «المورفين» بأي شكل، أو شرائها بأي ثمن، لافتاً إلى أن هؤلاء المرضى، يصنعون الفوضى بالعيادات التي يراجعونها، أو أقسام الطوارئ، في سبيل الحصول على المادة نفسها. وينصح الزهراني مرضى التكسر بالتزام الوصفة المكتوبة من الطبيب المعالج لمثل هذه الحالات، حسب إرشادات الطبيب، وضرورة متابعة أسرة المريض حال استخدامه لمثل هذه الأدوية، موجهاً إلى أنه عند ملاحظة أي تصرفات غير طبيعية على المريض، عليه أن يراجع الطبيب المعالج له، والكشف عن وجود المادة بالدم في أسرع وقت. وتفيد تقارير إحصائية طبية في إدارة أمراض فقر الدم المنجلي في مستشفى الملك فهد بمدينة الهفوف، أن عدد مرضى الدم يتجاوز عشرة آلاف مريض في الأحساء.