كشف صحيّون ارتفاع نسبة المدمنين على المخدرات المصابين بمرض فقر الدم المنجلي، المعروف باسم «السكلسل»، نتيجة تعاطيهم دواءي «مورفين وبيسيدين»، وتعمل هذه المخدرات كمسكنات لنوبات الألم التي يصاب بها مريض السكلسل في عظامه، ولم يعطوا إحصائية معينة تشير إلى عدد المدمنين على المخدرات من بين ال25 % المصابين بفقر الدم المنجلي في أنحاء المملكة. خدعة نفسية غير ناجحة وعمدت رئيسة الممرضات في مركز الرعاية الصحية الأولية في القديح منال آل إبراهيم إلى استخدام حيل نفسية تحت إشراف الأطباء على مرضى السكلسل، بإعطائهم إبرة فورمالسلاين (محلول ملحي) عوضاً عن إبرة (بيسيدين) في حال طلبها المريض لتخفيف أوجاعه، فيتحسن المريض بالإيهام النفسي، بيد أن بعض المرضى اكتشفوا هذه الخدعة النفسية فلم تعد تعمل مفعولاً إيجابياً. وأكدت ممرضة في قسم الطوارئ بمستشفى صفوى العام زينب جمعة، أن مريض السكلسل يحتاج إلى فكرة التخدير، أكثر من التخدير نفسه، فبعد الإبرة يبدأ بالهلوسة والهذيان وينسى ألمه. وذكرت الممرضتان أن الحبوب المسكنة تؤدي لقرحة في المعدة، وضعف في الصحة العامة مضيفتين تسببها في مشكلات في الكبد والطحال واللثة. التقارير الطبية قبل الزواج وذكر الطبيب العام أحمد عبدالعزيز أن زواج الأقارب هو السبب الرئيسي للإصابة بأنيميا فقر الدم المنجلي، مشيراً إلى صعوبة إيقاف هذه العادة المتوارثة في السعودية، مضيفاً «حتى بعد تطبيق نظام التقارير الطبية لتحديد مستوى التوافق بين دم الراغبين بالزواج، ما زالت هناك نسبة معقولة تتجاهل عدم التوافق، فيتزوج رجل مصاب أو حامل للمرض بامرأة حاملة أو مصابة، مع يقينهم بأنهم سينجبون أطفالاً مصابين، ضاربين بصحة أبنائهم المستقبليين عرض الحائط. وشرح عبدالعزيز بصورة مبسطة خطورة هذا المرض «تتحرك كريات الدم الحمراء في العروق لتوصل الغذاء والأكسجين لأنحاء الجسم، لكن وظيفتها تتقهقر عند المصابين بفقر الدم المنجلي حين يتغير شكلها ليصبح هلالاً، فلا تعود قادرة على أداء مهامها كما يجب، وقد تتجمع مع بعضها في تكتلات ويقل الأكسجين الواصل لأعضاء الجسم، فيتعرض المصاب أو حامل المرض لنوبات ألم متفاوتة الشدة». مسببات وتقديرات وربطت اختصاصية الباطنية حنان عبدالرحيم بين ارتفاع عدد المراجعين الشاكين من نوبات ألم، وبين فصل الشتاء، مشيرة إلى الأسباب الأخرى كنقص السوائل في الجسم ما يؤدي لإغلاق ممرات الدم نتيجة لتجمع كريات الدم الهلالية، إضافة للإصابة بأمراض مختلفة كالحمى أو الإنفلونزا، والتعرض للبرد، وعدم الاهتمام بالتغذية الصحية التي من شأنها إنتاج كريات دم حمراء صحيحة. وقدرت عبدالرحيم عدد المراجعين لطلب مسكنات ألم إثر نوبة سكلسل في الأسبوع الواحد في فصل الشتاء بعشرة أشخاص أسبوعياً. معاناة يومية وقابلت «الشرق» مصابة منذ 14 عاماً في مستشفى القطيف المركزي مع والدتها، وقالت أم (ز.م) «منذ مطلع فصل الشتاء ونحن نراجع المستشفى يومياً، واسم ابنتي يغيب عن المدرسة، فهي أمس واليوم في المستشفى وغداً ستأتي، وليس هناك دواء لهذا المرض، حالة ابنتي لا تتحسن»، مشيرة إلى ضعف نمو ابنتها المختلف عن أقرانها؛ فرغم كونها في الرابعة عشرة إلا أنها تبدو أصغر بسنتين على أقل تقدير بسبب هزالها الشديد وقصر قامتها. بطاقة إرشادات علاجية لم ينسَ سعيد محمد وفاة أحد أقاربه إثر صعوده على مركبة تلفريك ونقص مستوى الأكسجين في دمه، ما أدى إلى وفاته لعدم تمكن الأطباء من إمداده بالعلاج المناسب لمصاب السكلسل قبل عدة شهور. وناشد سعيد محمد، والد مصاب، العاملين في الشؤون الصحية باستحداث بطاقة إرشادات علاجية للمصابين ليسافروا بأمان، متذكراً الحادثة التي مرت عليهم في إحدى سفراتهم حين لم يتعرف الأطباء على كيفية علاج نوبة السكلسل التي أصيب بها ابنه. وذكر مدير شؤون المرضى في مستشفى القطيف المركزي أن مجموعة قليلة من المصابين بفقر الدم المنجلي يطلبون التقارير الطبية ليسافروا بدون قلق وأنها تعطى لهم بدون تعقيدات، وقال «يستطيع أي مريض المطالبة بهذا التقرير». وحدة دعم معنوي وأشارت اختصاصية الصحة ورئيسة قسم التثقيف الصحي في وحدة الدعم المعنوي والاجتماعي لمرضى فقر الدم المنجلي منتهى آل يوسف إلى أن 2.25 % هي نسبة الإصابة في محافظة القطيف إضافة ل28.21 % حاملين لمرض السكلسل بنفس المنطقة، من 25 % مصابين في أنحاء المملكة مقسمين على المنطقة الشرقية، والجنوبية، وقلة من سكان الغربية.