يسدل الستار منتصف ليل الثلاثاء المقبل ولمدة ستة أشهر مقبلة، على أسوأ وأضعف موسم صيد الروبيان منذ 18 عاماً. ووصف كبير الصيادين في القطيف «رضا الفردان» الموسم الحالي بأضعف المواسم التي مرت على صيادي الشرقية خلال 18 عاماً، مفيداً أن نسبة انخفاض الصيد هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة تراوحت بين 30 – 45%. وقال ل»الشرق» إن كميات الروبيان في خليج تاروت تناقصت بشكل كبير، وأصبح الصيد فيها غير مُجدٍ، متهماً أعمال تجريف أشجار المانجروف والردم الجائر وحفر الأماكن الضحلة والطينية في المنطقة بالتسبب في القضاء على معاقل الروبيان. حلول مقترحة وطالب الفردان الجهات المختصة بضرورة إيقاف أعمال الردم على السواحل، وزراعة أشجار المانجروف فيها كما في السابق، وتوحيد موسم فسح الروبيان مع دول الخليج، لافتاً إلى أن البحرين يبدأ فيها موسم الصيد قبل المملكة وينتهي بعد انتهاء موسم الفسح للمملكة بفترة زمنية ليست قليلة، الأمر الذي يؤثر على كميات الصيد وأحجام الروبيان. وأشار إلى أن سعر بان الروبيان «32 كيلو» تراوح بين سبعمائة ريال وألف و200 ريال للحجم الكبير، وألف و800 ريال وألفي ريال للجامبو، وثلاثمائة ريال وستمائة ريال للحجم الوسط والصغير. موسم محبط قال التاجر محمد المشامع، إن موسم صيد الروبيان كان سيئاً ومحبطاً من بدايته حتى نهايته، إذ بدأ بإنتاج قليل، وروبيان صغير الحجم، واستمر قرابة شهرٍ، حتى بدأ السوق يغرق بالروبيان متوسط الحجم مع ارتفاع ملحوظ في سعره، حيث وصل سعر ثلاجة الروبيان المتوسط الحجم إلى ستة آلاف و500 ريال، بعد أن كان العام الماضي أربعة آلاف و500، والربيان الكبير ظل سعره ثابتاً طوال الموسم، وبلغ سعر الثلاجة ألفاً و100 ريال، بينما وصل العام الماضي ثمانمائة ريال. ورأى أن توقيت السماح بصيد الروبيان في المياه السعودية، الذي أعلنته وزارة الزراعة، كان خاطئاً، لأن حجم الروبيان في موعد فسحه كان صغيراً جداً، وأثر على حصاد الموسمين الحالي والمقبل، لافتاً إلى أن أفضل مواسم صيد الربيان بين شهري (10 و11)، داعياً الصيادين إلى الالتزام بالقوانين، وإعطاء فرصة لنمو الروبيان وتكاثره قبل صيده في المحاضن. موسم شحيح وفي الجبيل، عزا خليفة جاسم أحد كبار الصيادين، سبب انخفاض موسم الربيان إلى مشكلة الأماكن المحظورة على الساحل الشرقي لكثرة المنشآت البترولية، وحصر الصيادين في أماكن محدودة؛ ما أدى لانخفاض مخزون الروبيان. وقال إن كثرة الغرامات من الثروة السمكية كبدت الصيادين خسائر أرهقتهم، لتحديدها للمراكب التي تصيد الروبيان ويسمح لها بالصيد الجانبي للأسماك لكمية أربع بانات (سلال) فقط، وهذه لا تغطي مصاريف العمالة والوقود، حيث تصل الغرامات إلى خمسة آلاف ريال وتوقيف العمالة.وأضاف الصياد خليفة حسن «تراودنا فكرة إنشاء مزارع للروبيان لتلبية حاجة السوق المحلية، ولكن نواجه شحاً في الأماكن المخصصة لإقامته، مبدياً رضاه عن تعويض ارتفاع الأسعار لقلة المعروض. تدني صيد تاروت من جهته، أفاد نائب جمعية الصيادين في الشرقية جعفر الصفواني أن الإساءة إلى مناطق البيئة الساحلية أثرت بشكل مباشر على موسم الصيد الذي انطلق في أغسطس، واستمر ستة أشهر، معدّا هذا الموسم أقل إنتاجية خاصة في أهم مناطق تكاثر وحضانة الروبيان.وعزا الصفواني ل»الشرق» سبب تدني معدلات الصيد الاقتصادية في خليج تاروت، إلى ندرة المخزون إذ يتأثر بعوامل عدة منها، عوامل بيئية سلبية على بعض مراحل دورة حياة الروبيان؛ كتدمير بيئة القاع الرخو مأوى عدد من يرقات الروبيان، بردم البحر، تجريف أشجار المانجروف حواضن الكائنات الحيوانية التي تتغذى عليها الروبيان، التي أدت إلى هجرتها إلى أماكن مناسبة أكثر للحضانة، تدني أعداد أمهات الروبيان المتبقية، واستخدام طرق غير قانونية للصيد.وأضاف أن المصائد الأخرى كرأس الزور، منيفة، الخفجي، والسفانية، ذات الأعماق الكبيرة لا تزال تحظى بوفرة إنتاج وصيد الروبيان مقارنة مع الأعماق المتوسطة كالخبر والزور وتاروت، نظراً لوفرة النشاط البيئي المناسب للتكاثر، لافتاً إلى أن قلة تساقط الأمطار في فصل الشتاء بالمنطقة كان عاملاً آخر في تراجع المخزون وموسم التبييض. تلوث بحري وذكر أن الصيادين خلال السنوات الماضية، كانت مراكبهم تصطاد على طول الساحل البحري من ساحل الدمام الداخلي إلى القطيف خلال عشر دقائق من أيام الفسح (طن إلى طن ونصف) من الروبيان لوفرة إنتاجه، أما اليوم فقد وصل معدل الصيد في هذه المنطقة قرابة الصفر نتيجة للتلوث البيئي، وخاصة مياه الصرف الصحي وردم البحر.وأما عن روبيان مصيد فرضة متعب الواقعة شمال ميناء الدمام المعروف باسم «روبيان الميناء» فأشار الصفواني إلى أنه لا بأس به مقارنة مع العام الماضي، بالرغم من عمليات الردم التي طالته الفترة الماضية. لا صيد ولا سماح بدوره، قال الناطق الإعلامي في حرس الحدود في المنطقة الشرقية العقيد بحري خالد العرقوبي ل»الشرق»، إن موسم الروبيان سينتهي الساعة الثانية عشرة من منتصف ليل الثلاثاء، مشدداً على أنه بعد هذا التوقيت لن يتم السماح بإدخال أي شحنة روبيان تجلبها المراكب إلى المراسي.ولفت إلى أنه تم إبلاغ الصيادين قبل أسبوعين بموعد انتهاء فسح صيد الروبيان، وأن أغلب الصيادين بدأوا إزالة معدات الصيد، مؤكداً أن غالبية الصيادين يتعاونون بشكل كامل مع تعليمات حرس الحدود والجهات الأخرى. مصائد ومباحر الروبيان في الخليج العربي ذكرت مصادر في جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية، أن مصائد ومباحر الروبيان توجد بشكل رئيس شمال الخليج العربي، مفيدة بأن مواقعها في خليج تاروت أولاً توجد في صفوى ويسمى مصيدها ب(الخري) وتبدأ من شمال صفوى إلى المغيبة من الجنوب، ومن الجنوب (الرويس إلى الغبة في العوامية)، كما تعد سواحل سيهاتوالقطيف البحرية، مصائد تكاثر ومباحر لأجود أنواع الروبيان، وتسمى سابقاً ب»الجليعة أو منطقة دارين».وبينت المصادر، أن من شرق دارين إلى ميناء الدمام يوجد مصيد يسمى (فرضة متعب) ويعد من أفضل المصائد ومراعي أنواع الروبيان في خليج تاروت لكثرة أشجار المانجروف، كما توجد مباحر للروبيان تسمى ب»البينة أو المينة والدوبة».وفي الخبر توجد مباحر للروبيان بمسمى «مباحر الخبر، ومبحر العزيزية»، أما في الجبيل وفي المنطقة الباطنة يوجد مبحر «أم شجيرة والغليل، وأعميان، وأبوحد، وأبوجري، ومجير ومبحر البيب»، كما توجد مباحر في رأس الزور المسمى برأس الخير، ومنها أم صفيح والاعنزي، والمسلمية وأبوخميس، وحسينة، وحرف الطويل، وجنة، ودريدير، والفريع، إلى جانب مباحر منيفة، والسفانية، والخفجي التي تعد من مباحر وتكاثر الروبيان. أطفال يقومون بتقشير الروبيان (تصوير:ماجد الشربكة)