بدأت أسعار الروبيان في أسواق المنطقة الشرقية تستقر عند الحدود التي وصلت إليها بين 200 و350 ريالاً للمن للحجم المتوسط، فيما توقع صيادون أن تنخفض الأسعار في الفترة المقبلة التي تتزامن مع شهر رمضان، مؤكدين أن فترة الفسح في البحر الأحمر التي تبدأ من اليوم الأول من شهر أيلول (سبتمبر)، وتستمر إلى 31 آذار (مارس) ستخفف من الضغط على أسعار الروبيان في الخليج العربي بسبب الكميات الكبيرة التي يتم شراؤها إلى منطقة جدة. وذكر صيادون أن الأسعار الحالية تعتبر استمراراً لثبات الأسعار خلال السنتين الماضيتين، على رغم التوقعات التي ذكرت أن الكميات التي سيتم صيدها خلال موسم الصيد في هذا العام ستكون أقل منها في الأعوام الماضية. مؤكدين أنه على رغم مضي نحو ثلاثة أسابيع عن الفسح إلا أن الكميات التي وردت إلى الأسواق لا تزال دون المستوى المتوقع، وهذا ما يفسر محافظتها على هذه الأسعار. وقالت جمعية الصيادين في الشرقية إن حجم الصيد من الروبيان نقص عن العام الماضي بنحو 40 في المئة، مشيرة إلى أنه بعد مرور ثلاثة أسابيع منذ بدء فسح الصيد يجمع الصيادون على أن موسم الروبيان لهذا العام سيكون من أسوأ المواسم خلال ال 20 سنة الماضية، وأن الأسواق تعاني من نقص في كميات الروبيان والأسماك وأحجامها. وأوضح نائب رئيس جمعية الصيادين في الشرقية جعفر الصفواني ل«الحياة» أننا مقبلون على أزمة حقيقية في مخزون الروبيان والأسماك، مؤكداً أن خبراء الصيادين من الذين قضوا أكثر من 50 سنة في مهنة الصيد يرون أن أوضاع الصيد تزداد سوءاً عاماً بعد آخر، مرجعين السبب إلى القضاء على مرابي الأسماك والروبيان على شواطئ الخليج الممتدة من بحر العزيزية إلى رأس تنورة. وأشار إلى أن بعض المناطق في الخليج العربي تضررت كثيراً بأعمال الردم، ورمي المخلفات، موضحاً أن نسبة التراجع في الصيد في خليج تاروت قلت بنسبة 80 في المئة عن السنوات الماضية، كما أن منطقة منيفة تأثرت بالمشاريع التي تُقام فيها، إذ يشير الصيادون إلى أن نسبة الصيد قلت بنسبة تصل إلى 30 في المئة عن السنة الماضية. وحذر من أن تدمير أشجار القرم، وعمليات دفن الشواطئ المستمرة ستؤدي إلى القضاء على الثروة السمكية الاقتصادية في شواطئ المملكة في الخليج العربي خلال 10 سنوات فقط، وبخاصة أن دول الخليج الأخرى تعاني من المشكلة نفسها تقريباً، وأخذت قرارات شجاعة بوقف جميع أنواع دفن البحر. يذكر أن وزارة الزراعة (الثروة السمكية) ترفض الحديث عن المخزون من الأسماك في الخليج، وترجئ ذلك إلى نهاية الموسم، إلا أنها في نهاية كل موسم ترفض الإفصاح عن الموضوع. من جانبه، قال أحمد السيد (صياد) إن الأسعار بدأت في الانخفاض في أسواق المنطقة الشرقية بنسب تصل إلى 60 في المئة، إلا أنها ليست مثل كل عام، مضيفاً أن الدفعة الثانية من الصيد التي ستكون خلال هذا الأسبوع ستكشف بصورة كبيرة حجم الصيد خلال هذا الموسم، إذ ستعود مئات القوارب محملة بالروبيان إلى أسواق القطيفوالدمام والجبيل، قادمة من مواقع الأسراب الكبيرة في الخليج بالقرب من منفيا، والخفجي، التي تبعد عن الدمام نحو 13 ساعة، وعندها سيتضح الأمر بصورة أكبر. ولفت إلى أن أسعار الروبيان تختلف تبعاً للحجم والعرض والطلب، وتتأثر الأسعار بتقديرات حجم الموسم، وتعتبر أسعار الروبيان في الفترة الأولى، إذ تُورد إلى السوق كميات كبيرة منه رخيصة مقارنة بالفترة التي سبقت الموسم، كونه متوافراً بشكل قليل، ويتراوح حالياً سعر المن الواحد للحجم الكبير بين 300 و 500 ريال، أما بالنسبة للحجمين المتوسط والصغير فتشهد الأسعار انخفاضاً بنسبة معقولة. ويعد الروبيان من الأحياء البحرية المهمة اقتصادياً في المملكة لقيمته الغذائية العالية وارتفاع أثمانه، إذ يحقق مدخولاً مرضياً للمستثمرين فيه، ما حدا بدول مثل اليابان ودول الاتحاد الأوروبي والأسواق الأميركية لاستيراده من المملكة. وهناك أنواع من الروبيان المستوطنة في المملكة وهي حسب أهميتها: روبيان أم نعيرة «جمبري مخطط» وهو النوع السائد في الخليج العربية والبحر الأحمر، وروبيان شحامية، وروبيان شحامية «الجمبري الخشن»، وروبيان الأبيض «الجمبري الهندي»، والروبيان النمراني الأسود «الجمبري العملاق». كما توجد أنواع أخرى بنسب قليلة جداً مثل روبيان اليابان.