فتح مهرجان الكليجا السادس في بريدة آفاقاً واسعة أمام كثير من السيدات، وأدخلهن مجالات التجارة من أوسع أبوابها، حيث فضلن اقتحام سوق العمل بدلاً من أن يمددن أيديهن لسؤال الناس. وتضرب أم عبدالعزيز مثالاً للمرأة المكافحة التي تؤمن حاجتها وتعين غيرها، حيث حوّلت مسار إحدى السيدات من متسولة عند أحد الصرافات، إلى صانعة كليجا تكسب قوتها بعرق جبينها. تقول أم عبدالعزيز «كثيراً ما استوقفني مشهد سيدة أربعينية تدعى أم عبدالله، تجلس إلى جوار صراف آلي قريب من منزلي تمد يدها تسأل من يقوم بالعمليات المصرفية، حتى في أوقات الظهيرة ومع ارتفاع درجات الحرارة، فقررت التحدث إليها ذات يوم، اقتربت منها وهمست في أذنها أن ترافقني لمنزلي، بحجة أني سأقدم لها مساعدة مالية، وحينما دخلنا منزلي اتجهت بها لمصنعي الصغير المخصص لإنتاج الكليجا وبعض الأكلات الشعبية كالفتيت وقرص عقيل وغيرها، وأخبرتها أني بدأت حياتي من هنا، وكففت عن سؤال الناس، وعرضت عليها تدريبها حتى تتقن المهنة، وتنتهي معاناتها مع الناس، فذهلت هذه السيدة من موقفي، وقالت وهي تكفكف دموعها إن مبادرتي هذه خير لها من سؤال الناس وانتظار عطفهم، ثم أخذت على نفسها عهداً بترك التسول والاتجاه إلى العمل، فعملت على تدريبها لمدة أسبوعين، والحمدلله فقد نجحت نجاحاً باهراً، وأصبح لديها متجر للكليجا يدر عليها أكثر من 20 ألف ريال في الشهر الواحد. وفي ذات السياق، تمتهن أم محمد تصنيع البهارات والقهوة والزنجبيل وبيعها، وقد ذاع صيتها في محافظة البدائع ووصل لكافة منطقة القصيم، وقد شجعتها أم عبدالعزيز بداية على دخول عالم التجارة، فطرحت عليها فكرة العمل بشكل موسع، ولكنها رفضت في البداية بحجة مهامها المنزلية، إلا أنها رضخت للأمر الواقع، وبدأت رحلة إعداد منتجاتها، تقول أم عبدالعزيز «نمتلك حالياً محلاً في السوق الشعبي الخاص بالأسر المنتجة في محافظة البدائع، ونشارك في مهرجان الكليجا كل عام، وفي كافة المهرجانات الشعبية». من جهته، أشاد مدير البرامج والفعاليات وعضو اللجنة المنظمة لمهرجان الكليجا السادس أحمد الصقري بالإقبال الكبير على الدورات التدريبية لأفراد الأسر المنتجة وكذلك البائعات من الفتيات مؤكداً أنهم قاموا بتدريب أكثر من 500 سيدة خلال عامين على أعمال الأسر المنتجة.