السقوط في مصيدة الخذلان من قبل شخص وضعنا له أهمية كبرى في حياتنا وسمحنا له أن يشاركنا أحلامنا دون أن نتوقع إخفاقه في إدراك قيمة عطائنا، يعتبر من أسوأ الجلطات التي تصيب القلب. وحالة نفسية مثل تلك تركها دون علاج يعيق استمرار جريان الحياة لهذا فإعادة ترميم القلب وتضميد جروح المشاعر ليست عملية سهلة إلا إذا اقتنع الشخص المصاب بأهمية القادم من حياته. وأن نرتب خطواتنا لفعل ذلك يعني أننا سلكنا البداية الصحيحة. ففي الخطوة الأولى نحن ندرك بأننا لابد أن نفرغ ما في أعماقنا من أي شحنات غضب أو ألم بالتحدث عنها مع شخص نثق في قدرته على الإنصات إلينا، دون الخوف من إصداره الأحكام علينا، شخص نعلم بأنه سيتفهم أي لحظة ضعف قمنا فيها بفعل أحمق نرضي به طرف العلاقة الثاني وكان على حساب كبريائنا. بعض الناس يخطئون حينما يحملون جروحهم في حقيبة كلما سافر إليهم حب جديد فيقعون ضحايا أشخاص قد يزيدون من مأساة تخبطهم ويحدثون لهم مزيداً من الجروح. لهذا فالخطوة الثانية تتركز في مسامحة أنفسنا لأننا يجب أن ندرك بأن ما قدمناه لطرف آخر خذلنا فعلناه من باب الحب لا من باب نقص الكرامة. وأن نعبر تلك الفترة المشوهة من حياتنا لابد أن نتأكد بأننا تخلصنا تماما من رواسبها وصفينا مشاعرنا، ولكن ليس لمجرد استمرار الحياة بل أيضاً لأن ما كسبناه بقوة إيماننا خسره الطرف الآخر بتفريطه فينا.