كل منا تابع ما يجري في الأروقة السياسية العالمية ولاسيما الفبركة الإعلامية السياسية كما أسميها أنا للصفقة المزيفة التي بنيت على لا شيء بين إيران والدول الست الكبرى الأمر الذي جعل لهذه الصفقة الدوي الأكبر من بين الأخبار المهمة في عالمنا العربي والإسلامي خاصة. لعلنا نحن كخليجيين استقبلنا هذا الخبر بكثير من الاستفهامية المستغربة من كيفية حدوث ذلك وأيضا الإفراج عن الأرصدة المجمدة لإيران في أوروبا بمقدار ستة مليارات دولار، الأمر الذي أثار جلبة إعلامية كبرى ما زالت تتداولها كثير من الأوساط الإعلامية وما زالت تنشر تحليلاتها السياسية عبر محلليها. أنا هنا لست محللا سياسياً أبدا ولكن هنا لأطرح التساؤلات التي ينبغي أن تكون أجوبتها موجودة خلال الأيام القادمة لنرى سير مراحل هذه الصفقة التي أبرمت بناء على السماح لإيران باستكمال برنامجها النووي وسط سماح وإذن من الدول الست الكبرى وفق معايير وخطط مدروسة. هنا نطرح تساؤلاً كيف تبرم هذه الصفقة مع وجود كثير من الأزمات في المنطقة وأيضا وسط الأزمة الاقتصادية الكبرى التي يمر بها العالم وخصوصا أوروبا؟ لعل من هذا التساؤل نطرح أيضا تساؤلاً آخر عن إبعاد أنظار العالم عن سوريا ومدى البشاعة في الإبادة الجماعية الكبرى التي حصلت وسيحصل منها كثير إن لم يتخذ أو تتخذ التدابير اللازمة رغم السكوت المذهل من العالم وخصوصا نحن العرب؟ التساؤل الآخر من المستفيد والمتضرر من هكذا صفقة بين الغرب وإيران هل حقاً نحن الخليج أكبر المتضررين؟ إيران تسعى للهيمنة السياسية وبكل تأكيد عبر محاولة فرض سلطتها السياسية عبر الخليج إلا أن هذا المشروع باء بالفشل أثناء الاحتجاجات التي حصلت في البحرين قبل سنتين تقريبا وهي سياسة مدبرة من إيران ولها عديد من السياسات الخفية ومنها دعم الحوثيين وغيرهم وغيرهم. أنا هنا أؤكد أنني لست محللاً سياسياً ولكن هنا لأسرد هذه القصة السياسية التي تنبثق منها كثير من السياسات الكبرى والطويلة المدى ولأريكم أن فصول هذه القصة بدأت بالتفرع والتشعب آذنة ببدء فصول أخرى تمتد طويلا ليرى فيما بعد النهاية التي لا يعلمها إلا الله سبحانه.