مازالت قضية إصابة طالبتين في المدرسة الابتدائية الخامسة في تبوك تثير حالة من الخوف بين الطالبات والمعلمات فيما تبذل جهات الاختصاص الرسمية مساعي للتهدئة. وكشفت مصادر ل «الشرق» أنه تم أمس الأحد اكتشاف أربع حالات جديدة، إضافة إلى 27 حالة مشتبه بها تم تحويلهن لمراجعة مستشفى الملك خالد في تبوك. وأشارت «المصادر» إلى أن أغلب الحالات كانت في الصف الثالث والثاني وحالة في الصف الرابع، وأن الحالات التي تم التأكد من إصابتها هن لأسرة واحدة بالإضافة إلى إحدى قريباتهن، كما كشفت ذات المصادر أن معلمات المدرسة أبلغن إدارة المدرسة بأنهن يرفضن الدخول للفصول حتى صدور تقرير وكشف طبي سليم يوضح سلامة المدرسة، خصوصاً أن المرض لا يتم اكتشافه إلا بعد أسبوعين من الإصابة به. وأبدى عدد من أولياء أمور الطالبات وأسر المعلمات ل «الشرق» استياءهم من آلية التعامل مع القضية، وقالوا «خوفنا على أسر أكثر من 600 طالبة يدرسن في المدرسة، بالإضافة إلى المعلمات، ونطالب بتضافر الجهود لاسيما أن الحي يعيش فيه عدد من أسر ذوي الدخل المحدود». فيما اعترض عدد منهم على عملية الكشف والرقابة التي وصفوها ب «العشوائية والبدائية»؛ حيث قامت الصحة برش المدرسة يوم الخميس الماضي ب «مادة سامة» استلزمت تعليق الدراسة، وهو ما رفضته الجهة ذات الاختصاص، فيما قامت يوم أمس الأحد لجنة من الوحدة الصحية المدرسية للبنات وطاقم صحي من المركز الصحي في حي المنتزه بالوقوف على المدرسة وإجراء كشف وصفته عديد من المعلمات بأنه سيئ؛ حيث تم تجميع الطالبات في الساحة والكشف عليهن أمام الطالبات، وطالبت المعلمات بالكشف على كل طالبة في غرفة منعزلة، وضرورة الكشف على المواقع الحساسة من الطالبة. وأوضحت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة تبوك ممثلة بإدارة الطب الوقائي في الصحة العامة في بيان لها أمس الأحد أنه لا توجد أي حالات للجرب في مدرسة في تبوك حالياً عدا حالتين بلغتا للطب الوقائي يوم الخميس الماضي من قبل الوحدة الصحية المدرسية للبنات، وعلى الفور تم تكليف مركز الرعاية الصحية في حي المنتزه بالوقوف على الوضع في المدرسة من قبل فريق صحي من مركز صحي المنتزه، وتم الكشف على الطالبات، ولم يثبت إصابة أي طالبة داخل المدرسة، وأن الحالتين المصابتين معزولتان في المنزل للعلاج، وتم اتخاذ الإجراءات التوعوية عن مرض الجرب وطرق انتقاله والوقاية منه. وأضافت «هو مرض طفحي في الجلد تسببه سوسة، ويظهر على شكل حطاطات أو حويصلات بين الأصابع والوجه الأمامي للمعصمين والمرفقين والثنيات الإبطية وبين الفخذين، ويظهر ذلك بشكل حكة شديدة خاصة أثناء الليل، ويظهر ذلك عن طريق التماس المباشر من الجلد إلى الجلد وعن طريق الملابس الداخلية والمفارش إذا تلوثت من أشخاص مصابين بالمرض، والعلاج ممكن عن طريق اختصاصي الجلدية من خلال غسول ومراهم خاصة بالمرض، والأهم هو تطهير الملابس والمفارش الخاصة بالمريض لقتل السوس وبيوض الجرب والاهتمام بالنظافة الشخصية، وتؤكد المديرية أنه تم اتخاذ الإجراءات الوقائية للحالتين، وتؤكد سلامة كافة طالبات المدرس؛ حيث إن هناك فريقاً طبياً موجوداً هناك للتوعية والكشف. من جانبه قال مدير إدارة الإعلام التربوي في تعليم تبوك علي القرني إن ما حدث في البداية هو حالتا اشتباه لمرض الجرب لطالبتين شقيقتين في المدرسة الأسبوع المنصرم تم تأكيدهما لاحقاً، وحدثت لهما بعد قضائهما سابقا إجازة في إحدى المناطق، ثم ثلاث حالات اشتباه حديثة لثلاث طالبات أخريات في نفس المدرسة، وتم تحويلهن جميعا إلى الوحدة الصحية المدرسية فور اكتشاف الحالات، ومنها لأحد المستشفيات الحكومية ومنحهن إجازة، وستكون عودة الطالبات للمدرسة بعد الحصول على تقارير طبية تؤكد سلامتهن تماما، كما أن الوضع الصحي داخل المدرسة الآن تحت الملاحظة والعناية بالتعاون بين إدارة التعليم والجهات الصحية في المنطقة».