إذا تأكدت الاتهامات التي وجهها ناشطون سوريون إلى النظام باستخدام الغازات السامة مجدداً – هذه المرة في بلدة النبك شمال شرقي دمشق- فسنكون أمام فضيحة ليست لبشار الأسد فحسب وإنما للمجتمع الدولي بأسره. إن الأنباء الواردة من بلدة النبك خلال الساعات الأخيرة تفيد بأنه عُثِرَ على سوريين وقد تورمت أطرافهم وظهرت رغوة في أفواههم، في الوقت نفسه يؤكد ناشطون أن قذيفتين معبأتين بالغاز سقطتا على منطقة يسيطر عليها المعارضون للأسد في البلدة. إن هذه الأنباء إن صحّت فستثبت أن العالم أخفق في ترويض بشار الأسد وأن الاتفاق الأخير بين واشنطن وموسكو على التخلص من السلاح الكيماوي السوري لم يردع هذا النظام وإنما أطال في عمره بل وجنّبه العقاب الدولي على جريمة لا تسقط بالتقادم. لقد أفلت الأسد بجريمته في غوطة دمشق، ولم يدفع ثمناً لقتله المدنيين بالغازات السامة، كل ما تكبده هو التخلي عن الأسلحة الكيماوية، وهذه وضعية تهدد السلم العالمي، وبالتالي لن يبدو غريباً لو ارتكب نفس الجريمة مجدداً في بلدةٍ أخرى مستغلاً انهماك الولاياتالمتحدة والمنظمات الدولية في وضع خطة التخلص من الأسلحة الكيماوية التي قرر التخلي عنها. وقد يتذرع النظام هذه المرة – إن صحّ أن الكيماوي استُخدِمَ في النبك- بأن المعارضة هي التي استخدمته أو بأنه لم يصدر قرار مركزي باستخدامه أي أن التصرف فردي، لكن في النهاية فإن السوريين هم الذين يدفعون ثمن إجرامه وسكوت المجتمع الدولي عليه. إن طريقة تعاطي مجلس الأمن الدولي مع كارثة غوطة دمشق تغري كل مجرم بالتمادي في أفعاله معتمداً على حمايةٍ توفرها له قوى عالمية.