أكد رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع الدكتور رياض بن كمال نجم، أن خطوات إعادة هيكلة القطاع الإعلامي تسير في الاتجاه الصحيح بهدف رفع كفاءة وسائل الإعلام السعودي وجعلها جاذبة وأكثر تنافسية بما يحفز إنشاء وسائل إعلام خاصة ذات محتوى يتناسب مع قيم وعادات المجتمع. واستعرض الدكتور نجم في اللقاء الذي جمعه برجال الأعمال والمستثمرين والإعلاميين في غرفة الأحساء مساء أمس الأول، أبرز القضايا والتحديات التي تواجه رجال الأعمال والمستثمرين في قطاع الإعلام المرئي والمسموع، موضحاً أن الإعلام السعودي الخاص هاجر خارج الوطن لعدم وجود البنية التحتية المناسبة، إلا أن الهيئة بصدد إصدار ترخيص لإنشاء وتشغيل أول منصة إعلامية متكاملة لبث القنوات الفضائية في المملكة، بهدف توفير البيئة المناسبة للرقي بمستوى الإعلام في المملكة، وتوفر أيضاً بديلاً مثالياً للمحطات السعودية، التي تقوم حالياً ببث قنواتها من خارج المملكة. وأشار نجم إلى أن مشروع المنصة الإعلامية الذي يجري العمل عليه، سيجذب في السنتين الأوليين حوالي ثلاثين وسيلة إعلامية متنوعة من خلال المسوحات والدراسات التي أجروها، مبيناً أنها ستضم مركزاً للخدمة الشاملة لإنجاز المعاملات الحكومية للقنوات والوسائل الإعلامية، التي ستبث من المملكة، كما سيتم إنشاء أكاديمية إعلامية تسهم في إيجاد كوادر سعودية مؤهلة لقيادة الإعلام السعودي، وأبان بأن الهيئة تهدف إلى تنظيم نشاطات الإعلام المرئي والمسموع عبر مختلف الوسائل الحديثة والتقليدية وفقاً للسياسة الإعلامية للمملكة مراعية في ذلك جوانب تعزيز القيم الدينية والاجتماعية والثقافية وتزويد الجمهور بمواد إعلامية ذات جودة عالية ومتنوعة مع وضع أطر مرنة وواضحة للترخيص بما يستوعب الاتجاهات التجارية والتقنية المتطورة، لافتاً إلى أن قرار تنظيم الهيئة يتضمن الأهداف التي أنشئت من أجلها، وسيسهم في توفير البيئة المناسبة لاستثمار القطاع الخاص في مجال الإعلام عبر مختلف الوسائل التقليدية والجديدة. ولفت إلى أن الهيئة ستسعى إلى تشجيع صناعة الإنتاج المرئي والمسموع بجودة عالية وبما يخدم معالجة القضايا المحلية في المملكة، بالإضافة إلى تأهيل الكوادر السعودية للعمل في مجال الإذاعة والتليفزيون وتوطين هذه الصناعة في المملكة، معبراً عن أمله بعد إقرار نظام الإعلام المرئي والمسموع بألا تكون هناك حجة لرؤوس الأموال السعودية المهاجرة للبقاء في الخارج، لاسيما أن وجودها داخل المملكة سوف يوفر عليها كثيراً من التكاليف. وعدّ إنشاء منصة لبث القنوات الفضائية من داخل المملكة خطوة نوعية في تطوير صناعة الإعلام السعودي، مبيناً أن تلك الخطوة تأتي تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء الذي كلف الهيئة باتخاذ ما يلزم من إجراءات لإنشاء أول منصة متكاملة لبث القنوات الفضائية من داخل المملكة، موضحاً أن هذه المنصة سوف تساعد على تشجيع إنشاء عددٍ من القنوات السعودية الخاصة عن طريق توفير البنية التحتية والتقنية لها، مؤملاً أن يحفز هذا المشروع القنوات التي تبث حالياً من خارج المملكة بالاستفادة من هذه المنصة في بث قنواتها لتميز إمكاناتها ومنافستها لمثيلاتها خارج المملكة، كما أفصح الدكتور نجم عن مشاريع الهيئة الجارية ومنها المنصة الإعلامية، السحابة الإعلامية، تصنيف المحتوى المرئي، تصنيف مؤسسات الإنتاج والدعاية والإعلان، تنظيم البث الإذاعي على الطرق السريعة ومشروع قياس نسب المشاهدة بوسائل الإعلام الذي يهدف إلى تنظيم سوق الإعلان وزيادة حجمه بما يتناسب وحجم وقوة الاقتصاد السعودي، معتبراً أنها سوق مشتتة ويتحكم فيها الوسطاء، مبيناً أن تنظيم السوق الإعلانية سيمكّن من تقديم أرقام حقيقية وشفافة للمعلن والمستفيد على حد سواء، مضيفاً لمشاريع الهيئة إنشاء شركة لتحصيل حقوق بث المحتوى. من جهته، قدم رئيس غرفة الأحساء صالح العفالق شكره وتقديره لمعالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام وضيف الأمسية الكبير على جهودهم المتواصلة لدعم قطاع الإعلام وإعادة هيكلته بما ينسجم والتطلعات التنموية التي تشهدها المملكة، مثمناً جهود تهيئة وتفعيل الحراك الإعلامي بما يعزز رسالة ودور الإعلام في خدمة المجتمع والتنمية وجذب الاستثمار واطلاع قطاعات الأعمال على الفرص المتوافرة في مجالاته المتنوعة.