أوضح استشاري أمراض القلب في مستشفى الملك فيصل الدكتور بهاء فاضل أن أمراض القلب وتصلب الشرايين أصبحت تتصدر الأرقام القياسية في سرعة انتشارها وحجمها عبر العالم وفي المملكة على وجه الخصوص، وهي لا تقتصر على المتقدمين في السن، بل طالت فئة الشباب التي حظيت بنصيب وافر من هذا المرض بسبب التدخين والسمنة وانتشار مرض السكر وارتفاع الضغط والكوليسترول، مشيرًا إلى أن اجتماع السكر والتدخين من أخطر العوامل التي تسبب تجلط الدم وتصلب الشرايين، وأن 50% من الوفيات في المملكة يعود سببها إلى تصلب الشرايين، جاء ذلك في محاضرة ألقاها في سبتية حمد الجاسر الثقافية صباح أمس السبت وأدارها الدكتور سليمان المحيَّا. وقد افتتح الدكتور بهاء محاضرته بالحديث عن تصلب الشرايين مستعرضًا حركة الصفائح الدموية وانتقالها إلى عضلة القلب وطريقة تجمع الشحوم الدهنية المتأكسدة على جدران الشرايين وتفاعلها وترسب تلك الدهون ثم تقرحها وتجمع الصفاح الدموية والمواد الليفية على جدار الشرايين مما يؤدي إلى حدوث الجلطة وانسداد الشريان فيسبب موت عضلة القلب لعدم وصول الصفائح الدموية إليه الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث نوبة أو سكتة قلبية. وأشار المحاضر إلى أن تصلب الشرايين من المشاكل الشائعة التي يمكن أن تصيب أي شخص عند التقدم في السن والشيخوخة، لكن هناك أسباب وعوامل تؤدي إلى حصول تصلب الشرايين المبكر، لوحظ وجودها مجتمعة أو متفرقة في أغلب الذين يصابون بهذا المرض، ومن أهم هذه الأسباب: الإصابة بمرض السكر والتدخين، والسمنة وعدم ممارسة التمارين الرياضية وقلة الحركة، والإكثار من تناول الأطعمة الدسمة، فهذه الأمور تؤدي إلى إجهاد عضلة القلب، مما يسبب حدوث النوبة القلبية، إلى جانب أنها تؤدي إلى عدم التمثيل الكامل للغذاء مما قد يؤدي إلى ترسب المواد الدهنية في الدم، كما أن ارتفاع ضغط الدم يزيد من مخاطر تصلب الشرايين، ويعدّ التدخين من أهم الأسباب المحفزة والمؤدية للإصابة بتصلب الشرايين، والتوتر والانفعالات العصبية والإجهاد الفكري المستمر، الأوزان الزائدة والبدانة المفرطة، حيث تلعب السمنة الزائدة دورا مباشرا في الإصابة بأمراض القلب عامة وتصلب الشرايين خاصة، والعومل الوراثية التي تلعب أيضا دورا مهما في الإصابة بالمرض، والإصابة بمرض السكري. وأشار إلى أن تصلب الشرايين نتيجة تراكمية تحدث على مدى سنوات، يكون مصحوبًا بالإجهاد والشعور بانقباض الصدر عند الصعود على سلم بشكل سريع أو القيام بأي مجهود فيتأثر سريان وتدفق الدم تأثرا شديدا مؤديًا إلى نقصان في تروية وتغذية الأعضاء، وهنا تظهر الأعراض والعلامات التي يعتمد نوعها على نوع العضو الذي تأثر، وفي حالات كثيرة يعاني أكثر من عضو من نقص التغذية بالدم نتيجة تضيق الشرايين التي تغذيها بسبب تصلب الشرايين، وغالبا ما تظهر هذه الأعراض بعد سن الخمسين أو أكثر، وتكون النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية أول الأعراض. ومن أهم الأعراض الشعور بألم في الصدر نتيجة نقصان التروية الدموية إلى عضلة القلب وخصوصا عند بذل الجهد عندئذ تحتاج عضلة القلب إلى ترويتها بالدم، ويمكن ملاحظة ذلك جليا على الأشخاص كبيري السن عندما تتأثر شرايين الرجلين بمرض تصلب الشرايين.