ظلت إيران طيلة السنوات الماضية تعاني من نفق العزلة الذي دخلته مختارة من خلال سلوكيات وتصريحات رئيسها السابق محمود أحمدي نجاد، وكذلك استمرارها في بناء مفاعلاتها النووية، رغم الحالة الاقتصادية المتدهورة التي دخلتها، وأعلن رئيسها المنتخب حسن روحاني يوم أمس الأول أن اتفاقية جنيف وحدها لن تبعث الأمل سريعاً في الاقتصاد الإيراني، لكنه بحاجة إلى إصلاح اقتصادي من الداخل. وقد أجمع المحللون السياسيون أن روحاني يسير على طريق بناء الدولة بعد أن أحرق رئيسها السابق أحمدي نجاد كل أوراقه في المنطقة، إضافة للدول العظمي التي أصبحت تنتظر خطاباً آخر ورؤية جديدة لكيفية التعامل مع إيران. بعضهم قال إن جولة المفاوضات جاءت لصالح إيران، وبعضهم وجد أنها كانت حالة إنقاذ للاقتصاد الأمريكي الذي ينظر إلى مصالحه في المنطقة، وعلى استعداد لتبديل الحلفاء، وبناء رؤية يستطيع من خلالها إنقاذ الدين الذي قفز فوق 17 تريليون دولار لأول مرة في التاريخ. هل هي إذن معضلة أمام الدول ال 6 المشاركة في طاولة الحوار مع إيران أن تعترف بأن إيران دولة نووية في مجال الطاقة السلمية، مع تعهدات بألا تحاول الحصول على «القنبلة النووية». لذا خرجت إيران بعد جولات سرية كانت أو علنية بأنها أصبحت دولة نووية باعتراف الدول العظمى، ومباركة روسية أمريكية فرنسية.. كما فتحت لهم الأبواب لبداية جديدة في الاستثمار وتشغيل المصانع المعلقة وعودة المنتج «الغربي» لشباب متعطش لحياة أكثر رفاهية مما سبق. «ملف الشرق الأسبوعي» يعيد تسليط الضوء مرة أخرى على العلاقة الجديدة بين إيران وأمريكا، وتكتب فريال المصري – كاتبة أمريكية من أصل سعودي- عن المصالح التجارية التي تسيطر على اهتمامات الشعب الأمريكي، مؤكدة على أن العالم العربي عليه أن «يواجه عدة تحديات وعليه أن يسأل نفسه عن علاقة هذه التحديات بالمنطقة وكيفية مواجهة العالم المتغير لتجد دورها في عصر العولمة». من جهتها، اعتبرت الكاتبة الأمريكية، من أصل سوري مرح البقاعي، أن المفاوضات هي «مخلب نووي»، قائلة «ليس اتفاق جنيف النووي إلا ثمرة لهذه العلاقة التي أسس لها الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر إثر سقوط الشاه». بينما قال الباحث السعودي في الشؤون الإيرانية إبراهيم العثيمين إن «رغبة طهران تتلخص في أمرين جوهريين، الأول رغبة في تخطي أزمة العقوبات التي فرضها الغرب، والثاني استعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية معه. ويقدم الكاتب البحريني رضي الموسوي قراءة رقمية في الاقتصاد الإيراني قائلاً إن «الناتج المحلي الإيراني سوف يشهد تضاعفاً، الأمر الذي يشكل عامل جذب على المستوى الدولي». الكاتبة والإعلامية المقيمة في جنيف دينا أبي صعب كشفت بعض الأوراق الخفية التي وقفت حول اتفاق جنيف، معتبرة أن أهداف الدول الأوروبية تختلف استراتيجياً مع النظرة الأمريكية، وذلك من خلال رؤيتهم الاقتصادية في تحديث بنية إيران التحتية في قطاع النفط والغاز الذي لم تستطع إيران تحديثه بسبب الحصار.