أكد مسؤولون اميركيون ومحللون ان "الفوز المفاجىء لحسن روحاني بانتخابات الرئاسة الإيرانية يمثل فرصة ممكنة لحل الخلاف مع الولاياتالمتحدة بشأن طموحات طهران النووية". إلا أنهم حذروا من أن رجل الدين المعتدل لا يملك زمام الأمور لفرض تغييرات. ولا يزال اية الله علي خامنئي الزعيم الاعلى لايران هو من يحدد سياستها الخاصة بالملف النووي ويحتاج اي اتفاق مع الغرب لموافقته. وقال البيت الأبيض ان "انتخاب روحاني رجل الدين والمفاوض النووي السابق يمثل مؤشراً محتملاً يبعث على الأمل"، اذا ما وفى بوعوده الانتخابية بان "يكون واضح" بشأن البرنامج النووي. ومن المتوقع ان يشغل فوز روحاني وتداعياته على علاقات ايران مع الغرب حيزا من نقاشات اجتماعات مجموعة الثماني المقررة في ايرلندا الشمالية خلال الأيام المقبلة. وقد توجه الرئيس الاميركي باراك اوباما لايرلندا الشمالية لحضور القمة. ورغم اعتبار نتيجة الانتخابات بمثابة انتقاد للسياسات المتشددة للرئيس السابق محمود احمدي نجاد، التي تسببت في عقوبات دولية على بلاده الا انه لا يزال من غير الواضح ان تتم ترجمة فوز روحاني الى واقع فعلي على صعيد الملف النووي. ويواجه الرئيس الايراني الجديد تحديات داخلية أولها الاقتصاد الذي يعاني بسبب ارتفاع التضخم وضعف العملة. ويعزو المحللون الضعف الاقتصادي للعقوبات الدولية وسوء الادارة الاقتصادية خلال عهد نجاد الذي استمر ثمانية اعوام. وكان مسؤولو ادارة اوباما قالوا إن "البيت الأبيض جاد بشأن الحوار مع ايران لإنهاء المخاوف بشأن البرنامج النووي الذي تصر طهران على انه مخصص لاغراض سلمية". ومنذ وصوله للسلطة في 2009 كتبت إدارة اوباما مرتين بشكل مباشر لخامنئي تعرض الحوار المباشر شريطة ان تبدي طهران عزما على عدم السعي لتطوير اسلحة نووية. وقال كبير موظفي البيت الأبيض دنيس ماكدونو في مقابلة مع قناة تلفزيون سي.بي.إس التلفزيونية "إذا كان (روحاني) مهتما، كما قال في حملته، بإصلاح علاقات إيران مع باقي دول العالم هناك فرصة كي يفعل ذلك". وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قال ان "جولة جديدة من مفاوضات خمسة زائد واحد النووية ممكنة بعد الانتخابات". وستركز محادثات مجموعة الثماني على الحرب الدائرة في سورية منذ عامين. وقالت الولاياتالمتحدة انها ستسلح المعارضة السورية وهو القرار الذي وصفه مسؤولون اميركيون بانه جاء نتيجة التورط المتزايد لايران وحزب الله في دعم الرئيس السوري بشار الأسد. ورغم ان روحاني الذي كان كبيرا للمفاوضين النوويين الايرانيين في الفترة من 2003 وحتى 2005 انتقد احمدي نجاد في العلن لنهجه الصدامي مع الغرب الا انه اعلن صراحة انه ملتزم بمواصلة البرنامج النووي. وكان تشين كين الباحث في جامعة برانديس الاميركية كتب في مقال عام 2006 ان "روحاني اعلن صراحة انه يتعين على ايران ان تحقق تقدما تكنولوجيا كبيرا لكي تجعل الملف النووي امراً واقعاً". ونقل كين عن روحاني قوله في 2006 بشأن الضغوط التي تمارس على طهران لحملها على التخلي عن تخصيب اليورانيوم "لو حدث في يوم ما وتمكنا من استكمال عجلة الوقود ورأى العالم انه ليس امامه خيار واننا نمتلك التكنولوجيا فالموقف سيكون مختلفا إذن". وقال المفاوض النووي الايراني السابق حسين موسفيان ان "انتخاب إيران سيفتح نافذة جديدة (لمفاوضات) خمسة زائد واحد لتعمل ايران على عهد جديد من التعاون بدلا من المواجهة و(ستفتح نافذة ) ولايجاد حل سياسي بشأن الملف النووي الايراني يحفظ ماء وجه الطرفين". الا ان اخرين يشككون في امكانية ابرام اي اتفاق في ظل وجود خامنئي. وكانت اسرائيل حليف الولاياتالمتحدة التي يعتقد انها البلد الوحيد في الشرق الاوسط الذي يمتلك ترسانة نووية هددت بضرب المواقع النووية الايرانية في حال فشل الدبلوماسية والعقوبات في وقف جماح البرنامج النووي الايراني. وبعد اكثر من ثلاثة عقود دون علاقات ديبلوماسية تزداد الريبة بين واشنطنوطهران، ومع ذلك فإن تقريرا حديثا لرويترز اظهر ان الطرفين ابديا خلف الستار المزيد من الاهتمام للحوار عما هو شائع. وفي أول رد فعل له على نتيجة الانتخابات حث وزير الخارجية الاميركي جون كيري روحاني على الوفاء بوعوده الانتخابية ليضع ضغطا على الرئيس المنتخب لكي يظهر جدية في التغيير. وقال كيري في بيان "في الاشهر المقبلة لديه فرصة الوفاء بوعوده للشعب الايراني".