قال الرائد أبو العباس الغباغبي قائد كتائب البتار في الغوطة الشرقية ل«الشرق»: إن قوات الأسد والميليشيات الإيرانية واللبنانية تكبدت خسائر فادحة في المعارك التي دارت خلال الأيام الماضية، وأنه سجل في يوم واحد مقتل نحو ستين مقاتلاً إيرانياً ومن عناصر حزب الله وأسر عشرين آخرين وذلك على جبهة واحدة، وأن الأسرى يخضعون الآن للتحقيق معهم، وأكد الغباغبي وجود مرتزقة مصريين وصينيين وكوريين يشاركون في القتال إلى جانب قوات الأسد. من جانبه، أكد أبو صلاح الجولاني قائد لواء أبو دجانة في الجولان والقنيطرة ل«الشرق» أن معارك عنيفة دارت أمس في معظم مناطق الشريط الحدودي بين قوات الأسد والفصائل المقاتلة في إطار سعي هذه الأخيرة لتحرير القطاعات الثلاثة الشمالي والجنوبي والأوسط، وأن الفصائل المقاتلة استهدفت، المواقع العسكرية في تلك القطاعات، موضحاً أن الكتائب المقاتلة وجهت ضربة استباقية أثناء تحشد قوات النظام لشن هجوم على قرى الشريط الحدودي، وأسفرت معارك أمس عن تحرير معظم المواقع العسكرية وأسر أعداد كبيرة من جنود الأسد والاستيلاء على دبابات ومخازن ذخيرة يجري تفريغها الآن، مضيفاً أن أعنف المعارك تدور في قرية الرفيد المتاخمة للحدود مع الجولان المحتل وفي بلدتي الناصرية ورسم الحلبي البعيدتين نحو ستة كيلو مترات عن الحدود. ونوه الجولاني بأن سكان القرى الحدودية من المدنيين خرجوا من منازلهم ولجأوا إلى الساتر الترابي على الحدود مع إسرائيل، في حين ساندت معظم القرى الدرزية قوات النظام في المعارك الدائرة. وذكر الناشط الإعلامي عمر الجولاني أن قوات النظام تقوم بقصف هستيري على القرى التي تقع على طول الشريط العازل كقرى الرفيد والحيران والناصرية والمعلقة، وغيرها من القرى التي تخضع لسيطرة الجيش الحر. جاء هذا التصعيد بعد تحرير سرية الكوبرا وسرية المرقاب التابعة للواء 61، حيث شن الجيش الحر هجوماً على هذه السرايا منذ ساعات الصباح الباكر ودارت اشتباكات عنيفة على مداخل هذه السرايا قبل الاقتحام والسيطرة، وأضاف الجولاني أن الجيش الحر رد براجمات الصواريخ على تل الجابية مصدر قصف قوات النظام على القرى والبلدات في ريف القنيطرة الجنوبي، كما قام باستهداف رتل لآليات قوات النظام كانت في حالة انسحاب من سرية أبو ذياب بعد استهدافها بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، وأكد الجولاني أن الجيش الحر حاصر أمس سرية أبو ذياب. وأشار الجولاني إلى أن قوات النظام وللمرة الثانية منذ انطلاق الثورة تقوم بقصف قرية بيت جن في الطيران الحربي، التي لا تبعد كثيراً عن الشريط الحدودي وهي من القرى المنزوعة السلاح، حيث يمنع فيها استخدام الاسلحة الثقيلة والمتوسطة ضمن المعاهدات والاتفاقيات الدولية. وأوضح الجولاني أن الوضع الإنساني في محافظة القنيطرة سيئ للغاية بعد الحصار المفروض على أغلب القرى المحررة وتقطيع أوصال المحافظة بالحواجز، وفقدان المواد الغذائية والطبية ومواد التدفئة والوقود، وأضاف أن النازحين في هذه المحافظة يعانون من ظروف صعبة، وكثير منهم يقيم في أماكن غير مناسبة للسكن تفتقر إلى مقومات الحياة الطبيعية، وحول الوضع الطبي أفاد الجولاني بأن المستشفى الميداني الوحيد يستقبل مصابين من المدنيين والعسكريين ويتم إسعافهم بالمواد الطبية المتوافرة لدى الأطباء الموجودين في المشافي مع انعدام كثير من الحاجيات الضرورية للمشافي.