أودى تفجير سيارة مفخخة وسط سوق شعبي في شمال شرق بغداد، بحياة 30 شخصاً أمس، في آخر موجات العنف المتواصلة لترتفع حصيلة القتلى في العراق لعام 2013 إلى أكثر من 5800 شخص. ودفع تصاعد العنف في البلاد، رئيس الوزراء نوري المالكي إلى مناشدة المجتمع الدولي المساعدة في محاربة الإرهاب الذي بلغ أسوأ معدلاته منذ عام 2008. وأوضح عقيد في قيادة عمليات ديالى أن «سيارة مفخخة انفجرت داخل سوق شعبي في ناحية السعدية، ما أسفر عن مقتل ثلاثين شخصاً وإصابة أربعين آخرين بجروح». وأوضح الضابط العراقي أن «التفجير وقع حوالى الساعة 12.00 في وسط سوق يضم باعة خضراوات وعدداً من المقاهي الصغيرة». وتقع السعدية التي تقطنها غالبية من الأكراد الشيعة «الفيلية» على بعد 100 كلم شرق مدينة بعقوبة، وتعد إحدى المناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان وحكومة بغداد المركزية. وتستغل الجماعات المتمردة ضعف التواصل بين قوات أمن الجانبين لتنفيذ هجماتها. ففي 14 نوفمبر استهدف انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً مجلس عزاء لاستذكار مقتل الإمام الحسين في هذه البلدة ما أسفر عن مقتل 32 شخصاً. وإلى جانب ذلك، فقد أعلنت الشرطة العراقية العثور على جثث 12 شخصاً تم اختطافهم من قبل مسلحين متنكرين في زي قوات الأمن العراقية في محافظة ديالى. وعثر على الجثث ال 12 وعليها آثار إطلاقات نارية وملقاة بالقرب من نهر، ما يعيد إلى الذاكرة ظاهرة العنف الطائفي التي بلغت ذروتها في عام 2007. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات، لكن تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام «داعش» فرع القاعدة في العراق، يتبنى بشكل مستمر الوقوف وراء هذه العمليات، لتقويض الثقة في الحكومة التي يديرها الشيعة. وتأتي الهجمات بعد يوم من سلسلة اعتداءات شهدها العراق بينها تفجيرات استهدفت مناطق متفرقة في بغداد أسفرت عن مقتل 59 شخصاً وإصابة نحو مائة آخرين.