هناك لحظات تمر بنا ونحن نتبادل أطراف الحديث مع الأصدقاء. وتتعالى الضحكات، وتحلو (السوالف)، وكل طرف يتحدث عن تجاربه عن مواقف حدثت له وأمور أخرى ليس لها أي لزوم. وربما يفتعل أحدنا بعض الأحاديث لينال اهتمام الحضور، ولكن عندما تكون واقعا في مشكلة والكل يعرف بها وتجد كثيرا من الملامة فقط لأنك كنت صاحب موقف من أناس هم أنانيون وغير مبالين بك تشعر دوما بالحرج ولكن حتى تقطع عنك هذا الإحراج عليك بالتحدث بكل ثقة ولا تهتم لمن هم أصحاب أفكار هدامة. والأهم حينما يسود الصمت ولا تجد أي شخص يتحدث، فهذه تتلفت تنتظر من يبدأ، وهناك من تعدل تسريحة شعرها، وهناك من تقوم بتشبيك أصابعها، ولكن أنت ما هو شعورك. تحاول ترتيب أفكارك لكي تبدأ بكلام مفيد وغير محرج لك أو للآخرين؟، فهذا شعور محرج وأحياناً أخرى يعطيك فرصة لإراحة فكرك الذي أتعبته بالكلام والتأليف والتواصل مع الكل والبحث عن رضى الجميع. فهذا وقت مستقطع لكي تعطي نفسك راحة وكذلك لتفكر في حكمة الله من هذه اللحظة فهي تحميك من أشياء كثيرة أنت في غنى عنها. فلربما تفتح على نفسك بابا لا يغلق بسهولة وتكون عرضة للانتقاد والسخرية وكذلك قد تتعرض للإهانة وبالذات إذا كان بالجلسة (عليم اللسان) ممن لديهم القدرة على تطويع الأحداث بلمح البصر إلى جانبهم وأنت تكون في موضع إحراج من الكل من غير سبب سوى أنك نطقت بكلمة لم تكن بحسبانك. ولكن عجلة الحياة تسير دوما، فكن صاحب رجاحة عقل وفهم لكل متغيرات العصر وبالذات إذا عاشرت أناسا مختلفين عنك فكرا وقلبا وقالبا، لا نقول خالف التيار ولكن سر مع التيار حتى لا يتوقف خط سيرك بسبب أناس لا يعنون لك إلا أنهم جزء من العائلة. فكن صاحب فكرة، كلٌ له حرية شخصية لا تلائم سواه. فلا تكون جزءاً من هذه الحرية ولكن ابن لنفسك عالماً خاصاً وأنت تحمل كل سلبياته لأنك الوحيد المتحكم بمتغيراته الجيدة والسيئة. ولكن عندما تندمج مع عالم آخر فكن مستعدا لكل متغيراته سواء أعجبك الوضع أو لم يعجبك، أنت من فرضه على نفسك فكن شجاعا ومثاليا.