نُبارك للأخوين الكريمين عبدالفتاح الجريني ومبارك الهاجري، نيلهما شرف المشاركة في غسل الكعبة المشرفة، الذي يُعد حلماً لكثير من المسلمين حول العالم، لكن يبدو أن مثابرتهما واجتهادهما ساهما في أن يحققا طموحهما، بينما فشل غيرهما في ذلك، وهو ما يحفِّز كثيرين حتى يواصلوا المثابرة، فقد تتاح لهم الفرصة التي أتيحت للأخوين الجريني والهاجري إذا (شدوا حيلهم واشتغلوا على نفسهم شوي). وفي جو الغبطة هناك عدة تساؤلات رددها كثيرون من الطامحين والحالمين بالمشاركة في هذا الشرف العظيم؛ كيف تأهل الجريني والهاجري للمشاركة في هذه المناسبة؟ وأين يتقدم (الحالمون) بهذا الشرف؟ وهل هناك مواعيد لتقديم العروض؟ وهل هناك إجراءات مسبقة شارك فيها غيرهما وتم اختيارهما بناء على معايير معينة؟ أم أن هناك (سحباً) على اسم من سيشارك فحالفهما الحظ ووقعت القرعة عليهما؟ أعتقد أن التساؤل عن معايير اختيار من يمارس هذه الممارسة الدينية (النخبوية) أمر مشروع، لأن الكعبة هي البقعة التي (يُفترض) أن تكون بعيدة كل البعد عن المحاباة، حيث إن كل من يتوجه إليها في صلاته هم سواسية لا فرق لغني على فقير، ولا لمشهور على مغمور، لذا كان حريّاً بنا أن نسأل رئاسة الحرمين الشريفين عن (خطوات النجاح) التي انتهجها الأخَوان للحصول على مقعد التأهل ودخول الكعبة المشرفة، حيث إن الرئاسة هي الجهة التي تمثل (الدولة)، وبالتالي هي القادرة على الإجابة. لأنه في النهاية لابد من وجود سبب (حتى ولو كان غير مقنع) لاختيار الأخوين دون غيرهما، فمن غير المنطقي أن يكون سدنة بيت الله قد احتاجوا مساعدة بشكل عاجل أثناء مراسم الغسل فاستعانوا بهما لتصادف وجودهما في الصحن من باب (الفزعة)، أو أنهم اختاروا من كانوا يجلسون في الصف الأول في الصحن الشريف فوقع الاختيار عليهما. معرفة الأسباب الحقيقية لتلك الحادثة تجيب عن التساؤلات العالقة وتحفز الحالمين لمواصلة حلمهم وطموحهم وهم يرون من كان يشاطرهم أحلامهم؛ وهو يحقق حلمه ويتباهى به بين الناس، لذا فكثير من الناس يريدون معرفة الخطوات التي قام بها الأخَوان كي يتأهلا لدخول الكعبة المشرفة، حتى يتبعوا ذات الخطوات حذو القذة بالقذة.