ودع أدباء وإعلاميو منطقة الجوف مساء أمس زميلهم الإعلامي والباحث سليمان الأفنس الشراري، الذي وافته المنية صباح أمس في منزله إثر مرض عانى منه، فيما وارى المشيّعون جثمان الفقيد الثرى عقب الصلاة عليه عصراً في جامع الإمارة في طبرجل. وتقدم المشيعين شيوخ وأعيان المنطقة بالإضافة لعدد من الأدباء والإعلاميين في المنطقة. ويعد الراحل من أبرز من ساهموا في إثراء الحركة الثقافية والأدبية في المملكة على مدى أكثر من أربعة عقود قضاها بين الكتابة الصحفية والبحث والتأليف، ليترك إرثا ثقافيا يضم عشرات الكتب في مواضيع متعددة، كما يعد من مؤسسي النادي الأدبي في منطقة الجوف، وعضو شرف في نادي منطقة تبوك الأدبي، ونادي جازان الأدبي، كما يشغل عضوية هيئة الصحفيين السعوديين، وعضوية الاتحاد العام للصحفيين العرب، وكان عضو شرف في اتحاد المؤرخين لتراث القبائل وأنسابها، وأحد مؤسسي نادي طبرجل الرياضي. ابتدأ الفقيد عمله الصحافي في مجلة الشرق، وامتد عطاؤه الإعلامي من خلال نشر عديد من الكتابات الصحفية والمقالات والدراسات الأدبية والاجتماعية والتراثية في كثير من الصحف المحلية منها «الجزيرة» و«اليوم» و«الندوة» و«البلاد» و»الشرق الأوسط» وصحف أخرى محلية وعربية. وقال الأديب عبدالرحمن الدرعان «فجعت بخبر وفاة الصديق سليمان الأفنس، الكاتب والباحث والإعلامي الذي أفنى عمره بدأب لا مثيل له في الكتابة والبحث وطلب المعرفة، ولا ريب أن الأستاذ سليمان لا تذكر محافظة طبرجل على نحو خاص إلا ويأتي اسمه مقترنا بها لأكثر من أربعة عقود ماضية»، وأضاف «عرفته مبكرا، لكن فترة عملنا معا في نادي الجوف الأدبي كانت فرصة للدنو منه، ما ساهم في تعميق العلاقة الشخصية بيننا، وفضلا عن التواصل الشخصي الذي ظل مستمرا بيننا فقد جمعتني به عديد من المناسبات الثقافية، كان باحثا لا يتوانى عن ملاحقة المادة التي يشتغل عليها واستشارة أهل الاختصاص بتواضع جم، وفوق ذلك كان يتمتع بلياقة اجتماعية عالية». من جهة ثانية، اعتبر الشاعر والإعلامي سالم حمدان أن فقد أديب بحجم الأفنس يعد خسارة كبيرة في مجال البحث والتأليف، خصوصاً في مجال الموروث الشعبي، الذي قلّ من يتخصص فيه ويعطيه حقه في البحث والتأليف، وأضاف «ترك الأفنس في منزله مكتبة نادرة تحوي أرشيفا كبيرا من البحوث والمسودات والصور ذات القيمة الكبيرة».