تعرض وقف اطلاق بين القوات اليمنية والحوثيين في شمال اليمن لخروقات جدية في يومه الاول الجمعة بعد مقتل اربعة جنود في هجمات نفذها متمردون حوثيون فضلا عن محاولة اغتيال قائد عسكري رفيع في صعدة. وقال قائد العمليات العسكرية في محافظة صعدة انه نجا الجمعة من محاولة اغتيال نفذها حوثيون بعد ساعات من سريان مفعول وقف النار الذي اعلنته صنعاء اعتبارا من منتصف ليل الخميس الجمعة. وقال اللواء محمد عبد الله القوسي الذي يشغل ايضا منصب وكيل اول في وزارة الداخلية، انه نجا "من محاولة اغتيال على ايدي الحوثيين" مؤكدا ان متمردين "رشقوا سيارته بالرصاص". واضاف المسؤول ان المتمردين الزيديين الشيعة "خرقوا وقف النار وشنوا هجمات على موقع للجيش في آل عقاب (في محافظة صعدة) وتسببوا في قتل وجرح عدد من الجنود" كما "هاجموا نقطة العين في جنوب صعدة وقتلوا جنديا فيها". من جانبه، اوضح مصدر عسكري ميداني ان ثلاثة جنود قتلوا في آل عقاب وبالتالي فان حصيلة خسائر الجيش في الهجومين وصلت الى اربعة قتلى. واضاف المصدر العسكري ان "الحوثيين خرقوا وقف النار ايضا في منطقة المقاش (محافظة صعدة) كما حصل تبادل لاطلاق النار في منطقة دماج وجبل وهبان" في المحافظة نفسها التي تعد معقلا للتمرد الحوثي الزيدي. واوضح المصدر نفسه ان محاولة اغتيال اللواء القوسي تمت عند باب نجران، وهو احد ابواب مدينة صعدة القديمة. ولم يتسن الحصول على تعليق من قبل المتحدثين المعروفين باسم التمرد الحوثي او عبر موقعهم الالكتروني. واتت هذه الاختراقات بالرغم من توجيه زعيم التمرد عبدالملك الحوثي اوامر للمتمردين بوقف كافة العمليات، بحسب بيان نشر على موقع المتمردين. وكانت مصادر عسكرية ميدانية اكدت لوكالة فرانس برس قبل تسجيل هذه الهجمات ان هدوءا تاما كان يسود كافة جبهات القتال بين القوات اليمنية والمتمردين في الساعات الاولى بعد اعلان صنعاء وقف النار، وان المتمردين باشروا بتنفيذ شروط الحكومة. وذكر مصدر عسكري ميداني صباح الجمعة ان الهدوء كان يعم "كل الجبهات في صعدة والملاحيظ وحرف سفيان" وهي الجبهات الرئيسية الثلاث التي كانت تشهد مواجهات شرسة منذ اندلاع آخر جولات النزاع مع الحوثيين في آب/اغسطس 2009. وقال عسكريون يمنيون ان الحذر يسود الجبهات بالرغم من توقف كل اشكال القتال فيما قال احد العسكريين "نحن متحصنون في مواقعنا كالعادة ويدنا على الزناد" في اشارة الى حالة الحذر الشديدة. الى ذلك اكدت مصادر عسكرية ان الجيش رصد تحركات للمتمردين منذ ساعات الصباح الاولى من اجل نزع الالغام واعادة فتح الطرقات، وهي ضمن شروط الحكومة الستة لوقف الحرب. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عقد اجتماعا الخميس مع اعضاء اللجنة الوطنية المكلفة الاشراف على تنفيذ النقاط الست والمؤلفة من اعضاء من مجلسي النواب والشورى، وصدر عن الاجتماع قرار ب"ايقاف العمليات العسكرية في المنطقة الشمالية الغربية ابتداء من الساعة الثانية عشرة من مساء الخميس". وتتضمن النقاط الست التي وضعتها الحكومة ووافق عليها الحوثيون "الالتزام بوقف اطلاق النار وفتح الطرقات وازالة الالغام وانهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق" و"الانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية" و"اعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية اليمنية والسعودية" و"اطلاق المحتجزين من المدنيين والعسكريين اليمنيين والسعوديين" و"الالتزام بالدستور والنظام والقانون". كما تشمل "الالتزام بعدم الاعتداء على أراضي المملكة العربية السعودية" التي دخلت خط النزاع مع الحوثيين في تشرين الثاني/نوفمبر اثر تسلل متمردين الى اراضيها، الى ان اعلن الطرفان الشهر الماضي انسحاب المتمردين من اراضي المملكة. وشدد قرار صنعاء بوقف اطلاق النار ان "ايقاف العمليات العسكرية مرهون بالتزام عبد الملك الحوثي واتباعه بالنقاط الست واليتها التنفيذية". واكد القرار "حرص الدولة على حقن الدماء واحلال السلام ومعالجة كافة الآثار المترتبة على تلك الفتنة التي اشعلها الحوثي في المنطقة الشمالية الغربية سواء في الجوانب المادية او الاجتماعية". ويفترض ان يضع وقف النار حدا لما يعرف في اليمن ب"الحرب السادسة" او سادس جولة من القتال بين الحكومة والحوثيين منذ اندلاع النزاع في 2004. وانطلقت هذه "الحرب السادسة" عندما شنت السلطات اليمنية على الحوثيين هجوما في الحادي عشر من آب/اغسطس 2009. والنزاع الذي اندلع في 2004 اسفر عن مقتل آلاف الاشخاص كما ادى الى نزوح نحو 250 الف شخص.