أطلق متمردون حوثيون النار على مسؤول بوزارة الداخلية اليمنية الجمعة في انتهاك لهدنة اعلنت قبل ساعات، وكانت الحكومة اليمنية وزعيم المتمردين عبدالملك الحوثي قد اتفقا في وقت متأخر الخميس على هدنة تبدأ في منتصف الليل (2100 بتوقيت غرينتش)، كما رحبت إيران بالهدنة.وقال اللواء محمد عبدالله القوسي وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن والذي أطلق متمردون النار على سيارته امس أن بعض الخروقات قد وقعت، حيث لم يعترف كل المتمردين بوقف إطلاق النار لكن الهدنة مازالت قائمة. وقال إن المتمردين قتلوا جنديا وأصابوا سبعة خارج مدينة صعدة.وقال القوسي :إن المتمردين الشيعة « خرقوا وقف النار وشنوا هجمات على موقع للجيش في آل عقاب في صعدة وتسببوا في قتل وجرح عدد من الجنود» كما «هاجموا نقطة العين وقتلوا جنديا فيها».من جانبه أوضح مصدر عسكري ميداني ان ثلاثة جنود قتلوا في آل عقاب، وبالتالي فان حصيلة خسائر الجيش في الهجومين وصلت الى اربعة قتلى. واضاف المصدر العسكري في تصريح ان «الحوثيين خرقوا وقف النار ايضا في منطقة المقاش، كما حصل تبادل لاطلاق النار في منطقة دماج وجبل وهبان». من جهته أعرب الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أمله في ان يصمد وقف اطلاق النار بين القوات الحكومية والمتمردين في المناطق الشمالية المضطربة من اليمن، حسب ما افاد المتحدث باسمه الجمعة. وقال المتحدث مارتن نيسيركي في ايجاز صحافي ان مون قال ان «انباء التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في شمال اليمن مشجعة».واضاف ان الأمين العام «أعرب عن أمله في ان يصمد وقف اطلاق النار وان يمثل فرصة لحل هذا النزاع بشكل تام» مشيرا الى ان الأممالمتحدة تواصل جهودها لتوفير المساعدات الانسانية للمدنيين المتضررين من النزاع. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عقد اجتماعا الخميس مع اعضاء اللجنة الوطنية المكلفة الاشراف على تنفيذ النقاط الست والمؤلفة من اعضاء من مجلسي النواب والشورى وصدر عن الاجتماع قرار ب"ايقاف العمليات العسكرية في المنطقة الشمالية الغربية ابتداء من الساعة الثانية عشرة من مساء الخميس". وتتضمن النقاط الست التي وضعتها الحكومة والتي وافق عليها الحوثيون "الالتزام بوقف اطلاق النار وفتح الطرقات وازالة الالغام وانهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق" و"الانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية" و"اعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية اليمنية والسعودية" و"إطلاق المحتجزين من المدنيين والعسكريين اليمنيين والسعوديين" و"الالتزام بالدستور والنظام والقانون". كما تشمل "الالتزام بعدم الاعتداء على أراضي المملكة العربية السعودية" التي دخلت خط النزاع مع الحوثيين في تشرين الثاني/نوفمبر اثر تسلل متمردين الى اراضيها، الى ان اعلن الطرفان الشهر الماضي انسحاب المتمردين من أراضي المملكة. وشدد قرار صنعاء بوقف اطلاق النار ان "ايقاف العمليات العسكرية مرهون بالتزام عبد الملك الحوثي واتباعه بالنقاط الست وآليتها التنفيذية". ونقل البيان "حرص الدولة على حقن الدماء واحلال السلام ومعالجة كافة الآثار المترتبة على تلك الفتنة التي اشعلها الحوثي في المنطقة الشمالية الغربية سواء في الجوانب المادية او الاجتماعية". وستشرف اللجنة الوطنية البرلمانية التي تتفرع لاربع لجان، على تطبيق شروط الحكومة ووقف اطلاق النار ميدانيا وعلى اعادة فتح الطرقات وعودة النازحين الى منازلهم والافراج عن المعتقلين. وستعمل احدى اللجان الفرعية على تطبيق وقف النار على طول الحدود اليمنية مع المملكة والتاكد من عدم نشوب اي نزاع جديد على الحدود مع المملكة. وكانت المعارك في شمال اليمن اشتدت قبيل التوصل الى وقف اطلاق النار، واعلن مصدر عسكري يمني الخميس ان 12 عسكريا يمنيا و24 متمردا حوثيا قتلوا في معارك طاحنة دارت في محوري حرف سفيان وصعدة. ويضع وقف النار هذا اذا ما صمد، حدا لما يعرف في اليمن ب"الحرب السادسة" او سادس جولة من القتال بين الحكومة والحوثيين منذ اندلاع النزاع في 2004. وانطلقت الحرب السادسة مع شن السلطات اليمنية على الحوثيين هجوما في الحادي عشر من آب/اغسطس 2009. والنزاع الذي اندلع في 2004 اسفر عن مقتل آلاف الاشخاص كما ادى الى نزوح نحو 250 الف شخص. الى ذلك دعا حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم امس أحزاب المعارضة اليمنية ممثلة في "اللقاء المشترك" إلى الاستفادة من وقف الحرب مع الحوثيين لتعزيز الوحدة الوطنية . وقال رئيس الدائرة الإعلامية للحزب الحاكم طارق الشامي في تصريح صحافي "ندعو كافة القوى السياسية، وفي مقدمتها أحزاب "اللقاء المشترك"، إلى الاستفادة من قرار طي صفحة الحرب في المنطقة الشمالية الغربية"، أي صعدة والجوف وعمران. وأضاف "إن الرئيس علي عبد الله صالح دعا الجميع إلى التحلي بروح الإخاء والتلاحم والتسامح والمحبة والوئام والسلام ونبذ العنف والأحقاد وتمتين عرى الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي". ووصف الشامي دعوة صالح لإيقاف العمليات العسكرية مع الحوثيين من شأنها أن تمنح الجميع الفرصة لإعادة النظر في المواقف المتشنجة والتعامل بمسؤولية إزاء الأمن والاستقرار وتكاتف الجهود من أجل بناء الوطن والحفاظ على مكتسباته .