أصدرت المحكمة العامة بمكةالمكرمة حكماً بالقصاص من قاتل المعلم بمدرسة أبي زيد الأنصاري لتحفيظ القرآن، فايز بن خميس الشنبري داخل مدرسته بإطلاق النار عليه أمام طلابه وزملائه المعلمين في جريمة كانت وما تزال حديث المجتمع المكي. ورفعت المحكمة صك الحكم متضمناً كافة حيثيات القضية واعترافات الجاني (بدءاً من دخوله المدرسة حيث كان شهيد التربية والتعليم يؤدي رسالته تجاه طلابه، وحتى تنفيذ جريمته النكراء)، إلى محكمة الاستئناف لتمييزه. وقد عقدت جلسات المحاكمة بحضور الجاني وممثل أسرة المعلم الشنبري، وتم إصدار حكم القصاص بحق الجاني بعد ثبوت الأدلة والقرائن وتصديق اعترافاته شرعا وإصدار تقرير طبي من مستشفى الأمراض النفسية يؤكد سلامة قواه العقلية. وكان القاتل قد اقتحم مدرسة ابي زيد الانصاري لتحفيظ القرآن بحي الزاهر يوم الاثنين الخامس عشر من شهر جمادى الآخرة 1430 ه واطلق رصاصتين على المعلّم الشنبري، وفور تلقي عمليات الامن بالعاصمة المقدسة بلاغًا بالحادث، انتقلت دوريات الامن وفرقة من الهلال الاحمر الى المدرسة حيث تم اسعاف المصاب وطالب اغمي عليه عندما رأى منظر اطلاق النار على معلمه، ونقل المجني عليه الى مستشفى الملك عبدالعزيز بالعاصمة المقدسة حيث فارق الحياة بعد دخوله بنصف ساعة، فيما تم القبض على الجاني الذي توجه بعد تنفيذ جريمته إلى غرفة الوكيل وجلس بها حتى وصول الدوريات الامنية. وأشارت معلومات في حينه إلى ان الجاني كان مصابًا بمس وأن المجني عليه كان يقرأ عليه القرآن. وروى عدد من طلبة المدرسة منهم بشار بابكور ويوسف خياط ورائد المجنوني وصهيب عجب في حينه، ان معلم التربية الاسلامية كان يصلي ركعتي الضحى في العاشرة صباحًا، وصادف بعد الانتهاء من الصلاة وجود الجاني أمامه حيث سلم عليه بحرارة وطلب منه الانفراد به رغبة في التحدث إليه، وخلال ثوانٍ معدودة سمع صوت ثلاث طلقات أصابته الأولى، فيما انحرفت عنه الثانية لتستقر الثالثة بجسده. وعبر عدد كبير من زملاء وأصدقاء الفقيد عن بالغ حزنهم لمقتله كونه كان احد الدعاة في مكةالمكرمة وضواحيها وقراها. يذكر أن المعلم فايز الشنبري من خريجي كلية الدعوة بجامعة أم القرى عام 1415 هجرية، ويبلغ من العمر أربعين سنة ونيفًا، وله الكثير من الجهود الدعوية المميزة، وعرف بالسعي في الإصلاح بين الناس والعلاج بالرقية الشرعية.