واصلت لجان حصر الأضرار أعمالها في حي قويزة أمس، واصطف المواطنون المتضررون في طوابير طويلة أمام مركبات اللجان وفرع مديرية الدفاع المدني، لتسجيل أسمائهم وتقديم الأوراق التي تثبت تملكهم للمنازل والمحلات التجارية المتضررة. وانتشر المواطنون في أرجاء الحي زرافات ووحداناً يبحثون عن ذويهم المفقودين الذين لازالوا في مهمة البحث عنهم لليوم الثامن على التوالي، دون أن يفقدوا الأمل في العثور عليهم، ولم يكتف البعض ببحث الدفاع المدني ومعداته التي ترفع الأنقاض، بل استعانوا بمعدات استأجروها على حسابهم الخاص. ورصدت "الرياض" في جولتها، حضور مركبات تابعة للجمارك السعودية تقل معها كلاباً بوليسية من أجل المساعدة في البحث عن المفقودين الذين يزيد عددهم عن 40 مفقوداً، وذلك في جهود إضافية لمساندة الدفاع المدني وبقية الجهات الأخرى. وبدأ أصحاب المحلات التجارية في رفع الأنقاض عن ممتلكاتهم، وتفقدها من اجل إعادة تهيئتها وتشغيلها من جديد بعد كارثة السيول التي دمرتها وغيرت معالمها، مستعينين بالمعدات الخاصة لذلك. وواصل المتطوعون مؤسسات وأفراداً انتشارهم في أرجاء حي قويزة، لتوزيع التبرعات العينية على ضحايا السيول والمتضررون من الكارثة، وتم تهيئة مقر مناسب لهذه الجمعيات في مدخل الحي. ولوحظ تجول سيارات شركة الكهرباء السعودية في أرجاء الحي لمساعدة المتضررين وتقديم الخدمات لهم ولملاك المحلات، وتجيب على استفساراتهم وتساؤلاتهم، كما بدأت أمانة جدة في إعادة تركيب أعمدة إنارة جديدة في شوارع الحي بدلاً من تلك التي تضررت وجرفتها السيول. واستمرت شاحنات نقل السيارات في إخراج المركبات المتضررة من الحي ونقلها للجهة المحددة لتجمع هذه السيارات، وظهرت أعداد ضخمة من السيارات المتعطلة والمتراكمة فوق بعضها البعض في مناطق متفرقة من حي قويزة. وتم فتح بعض مداخل الحي من قبل الجهات الأمنية وخصوصاً تلك الواقعة على طريق الحرمين والتي ظلت مغلقة طوال الأيام الماضية من أجل إتاحة الفرصة للجهات المختصة لتقوم بأعمالها بكل يسر وسهولة.