في أول حالة طبية مؤكدة، جزم علماء بريطانيون بإصابة جنين في الرحم بسرطان الدم من أمه التي توفيت لاحقاً بالمرض،وتلفت الحالة النادرة للغاية إلى قدرة الخلايا السرطانية المتعدية على مراوغة الدفاعات الطبيعية، ونقل المرض من شخص بالغ إلى طفل. وتشير البيانات إلى 17 حالة طبية مسجلة تشاركت الأم والأطفال فيها نفس المرض، وعادة سرطان الدم "اللوكيميا" أو سرطان الجلد سرطان الورم الفيتامني. إلا أنها الحالة الأولى المثبتة عملياً وبما لايدع مجالاً للشك، ارتباط الاصابتين، حيث أن الأم هي مصدر إصابة الطفلة بالسرطان، وفق فريق البحث التابع ل"معهد أبحاث السرطان" في مدينة مقاطعة "سري" ببريطانيا. وعادة ما يتعرف جهاز المناعة لدى الجنين على الخلايا السرطانية المتعدية القادمة من الأم ويبادر بتدميرها، إلا أن تلك الخلايا، وفي هذه الحالة الفريدة، نجحت في المراوغة، حسب الباحثين. وعكف الفريق البريطاني على دراسة الحالة بعد أن أحضر الوالد الطفلة، 11 شهراً، لمستشفى طوكيو في 2006،وأظهرت الاختبارات المعملية إصابة الرضيعة باللوكيميا، وشرح الوالد بأن الأم توفيت بذات المرض بعد ثلاثة أشهر من ولادتها. واكتشف الباحثون باستخدام تقنية "البصمة الوراثية" أن دم الأم والطفلة يشتركان في ذات الخلايا السرطانية المتعدية، ما يعني بأن المصدر واحد حيث انتقلت تلك الخلايا من الأم إلى الجنين عبر المشيمة. وقالت بروفيسور ميل غريف، التي قادت البحث المنشور في "محاضر الأكاديمية القومية للعلوم" وأوردته صحيفة "التلغراف"، إنها "حالة نادرة بشكل استثنائي." وأضاف معلقة: "نعتقد الخلايا السرطانية للام عبرت عن طريق المشيمة إلى الجنين أثناء النموه ونجحت في الاستزراع لأنها كانت غير مرئية لجهاز المناعة." ويعد سرطان الجلد واحداً من أكثر أنواع السرطانات انتشاراً حيث تقدر عدد الإصابات به في الولاياتالمتحدةالأمريكية فقط بحوالي مليون إصابة سنوياً،حيث يوصي المختصون بتجنب أشعة الشمس كأفضل وسيلة لتفادي الإصابة بسرطان الجلد، حيث أن التعرض الزائد لأشعة الشمس بما في ذلك التشمس هو السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الجلد وخاصة عند الإصابة بحروق منها.