وجد باحثون بريطانيون ادلة دامغة تؤيد فكرة احتمال انتقال مرض السرطان من الأم الحامل إلى جنينها، بعد أن ساد اعتقاد بأن نظام الجنين يمكنه القضاء على أي خلايا سرطانية. وتوصل الباحثون البريطانيون إلى هذه النتيجة، في أول حالة طبيّة تم فحصها، وهي لطفلة يابانية اصيبت بسرطان الدم منذ أن كانت جنين في بطن أمها البالغة من العمر 28 عام، والتي توفيت بعد ثلاثة أشهر من ولادتها بسبب المرض ذاته. واوضح الباحثون في معهد أبحاث السرطان" في مدينة مقاطعة "سري" البريطانية، أن هذه الحالة تعدْ الأولى المؤكدة عملياً في ارتباط الاصابتين ببعض، حيث ثبت أن الأم هي مصدر إصابة طفلتها التي تبلغ حالياً 11 شهراً بسرطان الدم "اللوكيميا". واشار الباحثون إلى انه من المعروف أن جهاز المناعة لدى الجنين يتعرف على الخلايا السرطانية المعتديّة القادمة من الأم ويقوم بتدميرها، إلا أن تلك الخلايا في حالة الطفلة اليابانية نجحت في اصابة الجنين أثناء فترة حمل أمها. واكتشف الباحثون باستخدام تقنية "البصمة الوراثية" أن دم الأم والطفلة يشتركان في ذات الخلايا السرطانية المتعديّة، ما يعني بأن المصدر واحد حيث انتقلت تلك الخلايا من الأم إلى الجنين عبر المشيمة. واكد الباحثون في تقرير نشرته صحيفة " ذي ديلي تلغراف" البريطانية الصادرة اليوم، أن هذه الحالة نادرة بشكل استثنائي، فيما وجد 17 حالة طبية مسجلة تشاركت فيها الأم والأطفال بنفس المرض، خاصة سرطان الدم "اللوكيميا" أو سرطان الجلد. ومن جانبه قال البرفيسور ميل جريفيز من معهد بحوث السرطان في تعليق بثته هيئة الإذاعة البريطانية /بي بي سي/" إن الخلايا الأم للسرطان، انتقلت عبر المشيمة من الأم الحامل سابقة الذكر إلى جنينها الذي ينمو في احشائها، ونجحت في استزراع هذه الخلايا نتيجة لكونها غير قابلة للاكتشاف من قبل نظام المناعة الخاص بالطفل". // انتهى // 1905 ت م