في وقت لا تزال حادثة حريق الجهراء حديث الكويت وحزنها، تفجّرت مفاجأة من العيار الثقيل أمس باعتراف طليقة 'المعرس' بأنها سكبت البنزين على خيمة النساء ثم أضرمت فيها النار. مصادر مطلعة اأكدت ن أحد أقارب المعرس ابلغ رجال الأمن لدى معاينتهم مكان خيمة العرس امس أن الخادمة التي تعمل لديه عندها معلومات ما قد يشفي الغليل ويفتح الباب إلى معرفة الحقيقة. وبالتحقيق مع الخادمة أكدت رؤيتها للزوجة الأولى للمعرس في محيط الخيمة في أثناء الاحتفال بالعرس واستغربت من حضورها على نمط الغيرة وقد اراد زوجها الاقتران بأخرى. الخادمة سيلانية تدعى سارلينا، تحدثت الى مدير مسرح الجريمة العقيد حماد العنزي صباح أمس: وقالت أعمل خادمة لدى جيران بيت العرس منذ 8 سنوات وأعرف (امرأة) وعند بداية العرس رأيت بيدها زجاجة مليئة بالبنزين واليد الأخرى قداحة أي «ولاعة» وطلبت مني أن أحضر لها ورق الجرايد على حد تعبيرها. وأضافت: أنني تابعت (المرأة) ورأيتها ترمي زجاجة فوق البيت وأعتقد أنها التي قامت بإحراق الخيمة. وعندما تم سؤالها هل رأيت بعينك المرأة تقوم بحرق الخيمة أجابت لا ولكن رأيت أدوات الحريق. مجموعة من ذوي العيلة يؤكدون أن المرأة نفسها اتصلت هاتفيا بمجموعة من المدعوات وطلبت منهن عدم الذهاب إلى حفلة العرس وكان شعورهن أنها ستقوم بعمل ما... شاهد رجال الأمن زجاجة مياه معدنية صغيرة بداخلها القليل من مادة سائلة لونها أحمر وتبدو وكأنها بنزين ولكن لا أحد يستطيع فتحها حتى يأتي رجال الأدلة الجنائية ومسرح الجريمة. وقالت المصادر انه بناء على هذه الإفادة تم استدعاء الزوجة الأولى إلى الإدارة العامة للمباحث الجنائية حيث نفت وبشكل قاطع أن تكون تواجدت في مكان العرس، لكنها تراجعت بعد مواجهتها بالخادمة وأقوالها معترفة بأنها قدمت من منطقة الرحاب حيث تقطن إلى منطقة العيون حيث العرس وقد أقلها تاكسي إلى الموقع، وأمام التناقض في أقوالها تم التحفظ عليها حتى ساعة متقدمة من ليل امس لمواصلة التحقيق معها. كما تم استدعاء المعرس للسماع إلى إفادته وكان مع عروسه في أحد الفنادق ولدى سؤاله ما إن كان يتهم زوجته الاولى نفى، وبسؤاله أيضا إن كان يعرف من أقدم على هذه الفعلة كرر النفي. وكانت دارت أقاويل واشاعات ترمي بشبهة الشكوك حول الزوجة الاولى للمعرس وانها أطلقت تهديدات بأنها ستحرق العرس، ومن منطلق ذلك يكون تم التحفظ عليها خصوصا ان التهديدات قد تكون مجرد ردة فعل ليس أكثر. وقالت المصادر ان رجال المباحث يفتشون عن صاحب التاكسي الذي أقل الزوجة الأولى من الرحاب إلى العيون، للتأكد من رواية الزوجة، كما تم استدعاء صاحب الخيمة وعاملة البوفيه وعامل الكهرباء للتحقيق معهم. وذكر خالد السحلي مسؤول الرعايا في سفارة خادم الحرمين الشريفين في الكويت وفاة سيدتين وفتاة في حريق خيمة عرس الجهراء، وأضاف في حديث عبر الهاتف البارحة: لا نستطيع الجزم بأن هؤلاء هم المتوفون فقط، وأضاف «ربما يزيد العدد، لكننا في انتظار تأكيدات وزارة الداخلية الكويتية ونتائج فحوصات ال DNA». بينما وردت أنباء أخرى تفيد بأن العدد 5 سيدات مع أطفالهن. برلمانيا، أعلنت كتلة العمل الشعبي أنها ليست في مثل هذه الظروف بصدد الحديث عن القصور وإنما بصدد الحديث عن الأسلوب والتعامل مع نتائج الكارثة وتحديد المسؤولية، مما يشير إلى عدم وجود أي خطة أو استعداد لمواجهة الكوارث والحالات الطارئة، الأمر الذي كان واضحا في غياب أي دور لمجلس الوزراء الذي كان يجب أن يكون في حالة انعقاد دائم فور حصول الحدث. وانتقد النائب مسلم البراك التعاطي الحكومي مع كارثة الحريق و «طرب» الإذاعة الرسمية على أنغام أغنية «الأماكن» في الوقت الذي ضجت فيه أروقة المستشفيات بأنين المصابين وعويل أهاليهم، مؤكدا انه كان على مجلس الوزراء أن يعقد اجتماعا استثنائيا لمواكبة الحدث.