وسط الغضب العارم المصوب في وجه شاب خانه التفكير والبصيرة، فأقدم على الملأ بفعل مشين ومرفوض في مجتمع مسلم محافظ، وظهر على شاشة التلفاز أمام الملأ بكلمات وأدوات دالة على الرذيلة والمعصية، فضلا عن إثم المجاهرة بها، وهو ما أثار حفيظة الجميع ممن لم يألفوا مثل هذه التصرفات الغريبة المؤذية لكل من شاهدها أو سمع عنها. «عكاظ» واجهت الشاب (م.ع)، كشفا لملابسات القضية على لسانه مباشرة، ودون التسليم بصحة إجاباته، من باب أن التحقيق الرسمي الذي يخضع المجاهر بالفضائح كفيل بكشف الملابسات وتبيان الحقيقة. هنا الحوار: ارتكبت فعلا مشينا حين جاهرت بالرذيلة والمعصية أمام الملأ من مشاهدي التلفزيون، ودون أي مبرر، لم فعلت ذلك؟ أولا، أقدم اعتذاري الشديد لأطياف المجتمع السعودي كافة بعد أن ارتكبت خطأ كبيرا في حقهم، وأطلب منهم أن يسامحوني على ذلك، خصوصا أنهم لا يعرفون إلا الظاهر من القضية، ولا يعلمون أنني تعرضت لمؤامرة من القناة الفضائية عندما استغلتني في طريقة التنفيذ. كأنك تتحدث عن مؤامرة؟ كيف يمكن تصديق ذلك؟ دعني أشرح القصة من بدايتها، فمنذ عام تقريبا، تلقيت اتصالا من صديق يعرض علي فكرة الظهور في القناة الفضائية للحديث عن أثر الجنس وثقافته في العلاقات الزوجية، فوافقت على الفور، خصوصا أنني تزوجت منذ 16 عاما. نفهم من السياق أنك تقحم حسن النية فيما ارتكبت من مجاهرة بالرذيلة، كيف حدث هذا؟ اتصل بي مذيع البرنامج شخصيا وطلب مني الحديث بخصوصية حول العلاقات الجنسية؛ لكي يستفيد منها الشباب المقبلون على الزواج. وأية فائدة ترجى مما فعلت؟ مذيع البرنامج أقنعني بأن هناك نسبة كبيرة من الشباب -على حد قوله- يتوقف قطار زواجهم بسبب عدم الرضا الجنسي بين الطرفين، ووافقت على الحديث عقب هذا المبرر. نرى أنك ما زلت تحاول الالتفاف على ما فعلت، بينما الحقيقة أنه رذيلة ومعصية وقصص جنسية تخدش الحياء؟ اتفق معك حول ما تقول، لقد احتقرت نفسي وأحسست بأنني وضيع عند مشاهدة الحلقة. ولكن القناة أخذت ما يقارب خمسة في المائة من المقابلة وألغت 95 في المائة من حديثي. أين تمت المقابلة، ومن اختار موقع التصوير؟ بعد حديثي مع المذيع، حضر مخرج البرنامج من لبنان والتقيته في منزلي، وفور دخوله تفقد الشقة وطلب مني أن أبدأ الحديث، وأخرج من جيبه بعض الأدوات والأدوية الجنسية، وطلب مني أن أعرضها على الشاشة وكأنها موجودة في الشقة. ** حتى لو أخذنا بكلامك فرضا، فإن موافقتك على إظهار تلك الأدوات والأدوية الجنسية تعني أنك مؤيد لفكرة الموضوع وطرحه؟ حاول المخرج إقناعي أن العديد من المتزوجين يستخدمون هذه الأدوية بهدف تحقيق المتعة التي ينشدونها، ورفضت. كيف تقول بأنك رفضت، ثم فعلت ما فعلته أمام كاميرا التلفزيون؟ بعد شد وجذب؛ طلب مني إخراج الأدوات من الأدراج بشرط ألا يظهر وجهي بهدف عرضها في البرنامج دون الإشارة لي لا من قريب ولا بعيد، وكأنها تمت لدى شخص آخر غيري. لكنك ظهرت على الشاشة خلافا لما تقول؟ لقد خدعني وعرض التسجيل دون مونتاج، رغم أنه وعدني بمشاهدة الشريط بعد إنتاجه. إذن شاهدت الشريط قبل عرضه؟ ما حدث أنه بعد مغادرة الشقة لم ألتق بأحد حتى عرض الحلقة المشؤومة. إذن لماذا لم تصر على رؤية الشريط قبل عرضه؟ طلبت ذلك وقال لي المخرج اللبناني، إنه بعد الانتهاء من تجهيز اللقاء وإنتاجه سيتم عرضها علي لكي أوقع على ورقة الموافقة على بثه، وانتظرته شهورا عدة، لكنه لم يرد علي فتوقعت أنهم ربما الغوا الحلقة. ** كيف تريدنا أن نصدق روايتك وحسن نيتك بعد أن فعلت ما فعلت على الشاشة؟ أقسم بالله أنهم غرروا بي، ولو لاحظتم التسجيل أنه كان داخل غرفة نومي، حيث سجلنا جزءا من اللقاء، ثم جلس المخرج بجوار الكاميرا وكأنه أنهى التسجيل، وجلسنا نتحدث سويا عن أيام الصبا، وسردت قصصا يتحدث بها أغلب الشباب ولم أعلم بأن التصوير مستمر مطلقا ولم أشاهد ذلك إلا بعد العرض. وماذا عن أصدقائك الذين حضروا التصوير في الشقة؟ حضروا صدفة وطلب المخرج منهم المشاركة في البرنامج ولم يتجاوز حديثهم عن العلاقات الزوجية، وحاول إقناعهم بأن يتحدثوا بجرأة أكبر ولكنهم امتنعوا. ** تقول إن أصدقاءك رفضوا، ثم تتهم القناة بأنها كانت تبيت النية في الإساءة، كيف تريدنا أن نصدق حديثك؟ أتذكر أن مقدم البرنامج طلب مني في أول اتصال بيننا، مساعدته في البحث عن سيدة سعودية تطلقت من زوجها بسبب ضعف العلاقة الجنسية، ولكنني رفضت ذلك وأخبرته أنني لا أعرف ولو كنت أعرف فلن أساهم في خروجها على الشاشة. ** قلت في سياق حديثك معنا إنك لم تعقب لرؤية الشريط قبل عرضه لطول المدة ولم يعرض، ولكنه بث. كيف علمت بموعد بث البرنامج؟ شاهد أحد أخوتي إعلانا ترويجيا عن الحلقة واتصل علي بعد أن لمح صورتي، وشاهدت الإعلان. طالما شاهدت الاعلان، لماذا لم تسع لمنع عرض ما يخصك في البرنامج؟ حاولت الاتصال بمقدم البرنامج ومخرجه عشرات المرات في محاولة لعدم بث الشريط، لكنهم لم يردوا على اتصالاتي ورسائلي حتى وقعت الكارثة. كيف كانت ردة فعل أبنائك، هذا عدا أنك مطلق؟ أنا والد لأربعة أطفال، أكبرهم في الرابعة عشرة من عمره، وطلقت والدتهم قبل أربعة أعوام بعد أن تعذرت الحياة فيما بيننا، ولا تعلم حجم الغضب الذي اجتاح العائلة خصوصا أشقائي وأصدقائي المقربين الذين عنفوني كثيرا حتى أنهم شكوا بتناولي مسكرا أو أن القناة وضعت لي عقارا جعلني أتحدث بتلك الطريقة البشعة، وقد بح حلقي اشرح لهم ما حقيقة حدث. كيف تجرأت على فعلتك وأكبر أبنائك حول سن الرشد؟ أصعب موقف في تبعات ما حدث، حين شاهد ابني صورتي في إحدى الصحف وجاء إلي يحمل الصحيفة والدموع في عينيه وحضنني بقوة وقال لي، إنه خائف أن أسجن لكنني طمأنته وحاولت أن أخفف عنه ولم أتمالك نفسي ودخلت في موجة من البكاء المتواصل. وهل يعيش أبناؤك معك؟ لا.. إنهم يعيشون عند والدتهم ويأتون إلي في الإجازات الأسبوعية والمدرسية. أين كانوا يأتون إليك؟ كنت أستضيفهم في الشقة التي ظهرت على الشاشة، وكانت أمورنا تسير على ما يرام وكنت عقدت العزم على الزواج إلا إنني تريثت خوفا من زوجة تؤذيهم مستقبلا دون علمي. تردد أن والدك طردك من المنزل بعد ظهورك في القناة؟ هذه إشاعة غير صحيحة، فوالدي متوفى منذ 22 عاما ووالدتي في سن السبعين تقريبا، ولو علمت والدتي بما حدث ربما أصيبت بأزمة قلبي وسيحدث لها مكروه لا محالة. الغضب عارم ضدك، كيف ستواجه تبعات فعلتك المشينة؟ أوكلت مكتب المستشار اشرف السراج لرفع قضية ضد القناة أطالب فيها بتوضيح الحقائق كاملة واسترجاع الشريط المسجل لمدة ساعتين ونصف، وتعويضي عن كل ما لحق بي وبأسرتي من أذى شديد، وسأرفع الدعوى صباح هذا غد (اليوم). وماذا عن الدعاوى المرفوعة ضدك لدى المحكمة المستعجلة؟ لم يصلني شيء بخصوصها ولكن سمعت عنها، وصدقني إنني أجد عذرا لمن رفعوا الدعاوى لأنهم أصدروا حكمهم على الظاهر، ولا يعلمون الأسلوب الذي أجرته القناة معي واقتطاعهم لأجزاء كبيرة من الحوار. كيف ستدافع عن نفسك أمام القراء والناس، وماذا ستقول لهم؟ أقول لهم إنني أخطأت ثم أخطأت ثم أخطأت واعترف لهم بذلك وأقدم اعتذاري للجميع ومستعد لتحمل التبعات كافة، وأنا على ثقة بأن الحقائق ستظهر من خلال الدعوى المرفوعة ضد القناة.