رصد قمر صناعي عاصفة رملية ضخمة هبت في كل أنحاء العراق وامتدت إلى نطاقات بلدان الشرق الأوسط الأخرى، حيث شهد عدد من المدن الإيرانية هذه الموجة، وخاصة العاصمة طهران. وتوقعت بيانات هذا القمر الذي يعنى بأحوال الطقس والأجواء في هذه المنطقة أن تستمر هذه العاصفة الترابية العنيفة التي اكتسحت عددا من دول الشرق الأوسط خلال هذا الأسبوع والتي انطلقت من العراق. ووصف هذه المعلومات أن هذه العاصفة الأسوأ في التاريخ التي تمر على هذه المنطقة. ووفقا لتقارير إخبارية أن كثيرا من العراقيين اعتبروا العاصفة أسوأ عاصفة في ذاكرة الناس، ونقل مئات منهم إلى المستشفى لإصابتهم بضيق التنفس، وأدى الغبار المتطاير إلى إعاقة السفر جواً وبراً. وقال موقع "لايف ساينس كوم" الذي بث هذا التقرير أمس إن الصورة الجديدة التي بثها القمر الصناعي Aqua، التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، أمس، تظهر المنطقة في ذروة العاصفة منذ بدايتها في الخامس من تموز (يوليو) الحالي. وكشف التقرير أن هذا النوع من الغبار معروف ومشهور بأنه يتجاوز فوق القارات ويهاجر ويعبر عبر المحيطات، مشيرا إلى أن عواصفه الترابية من النوع الصحراوي وتنثر نحو 2.4 مليار طن من التراب والرواسب الجافة في كل أنحاء جو الأرض سنوياً. ويقدر العلماء أن كل جرام من هذا الغبار يحتوي على مليار خلية بكتيرية، وكمثال على الانتشار العالمي يمكن للغبار والبكتيريا أن يثورا في الصحراء في إفريقيا وينتهيا في فلوريدا. وعلى الجانب الإيجابي، فإن من المعروف أن العواصف الرملية تحضر الحديد المطلوب جداً إلى نباتات المحيطات، وعلى الجانب السلبي قد ترتبط العواصف الرملية بالأوبئة المميتة. وذكر التقرير أنه إلى حد كبير تعود سخونة مياه المحيط الأطلسي إلى التراجع في الغبار المحمول جواً من الصحاري الإفريقية والانبعاثات البركانية الدنيا، كما افترضت دراسة صدرت في هذه السنة. وفي صورة القمر الصناعي الجديدة، فإن أجزاء من نهري دجلة والفرات واضحة لأن الغبار، في بعض الأماكن، ليس سوى حجاب، لكن الغبار في أماكن أخرى غطاء كثيف، يحجب الأرض تماماً عن الصورة، وبغداد تظهر خفية. وبيّن التقرير أن شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) هما أشد شهور السنة حرارة في العراق، وفقاً لباحثين في مرصد الأرض التابع ل "ناسا"، ويمكن أن تصل درجات الحرارة إلى أكثر من 120 درجة فهرنهايت. وخلال أواسط حزيران (يونيو) وحتى أيلول ( سبتمبر) تهب ريح الشمال بشكل مستمر تقريباً، وبين الحين والآخر، تشتد الرياح لتصل إلى 15 عقدة (نحوا 17 ميلاً في الساعة)، والمطلوبة لكسح الغبار من الأرض. وتسبب الوضع الجاف في جفاف الأراضي الرطبة والجيوب الأخرى من الرطوبة في هذه المنطقة القاحلة، الأمر الذي زاد من عدد الأماكن التي يمكن لريح الشمال أن تأخذ منها الغبار، ويمكن للعواصف الغبارية الناجمة أن تدوم أياماً.